إيفاد مبعوثين إلى الخارج ورقابة أممية.. هل تنجح التحركات الفلسطينية وقف المخطط الاستيطان الإسرائيلي؟
وقال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، إن مبعوثين خاصين من الرئيس محمود عباس، سيتوجهون لعدد من الدول لحثها على التحرك ضد الاستيطان، على أن تكون هناك اتصالات ومشاورات مع الإدارة الأمريكية للضغط على حكومة إسرائيل للجم مشاريعها الاستيطانية، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية.
فيما طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الأمم المتحدة بتسيير فرق رقابة لما يجري في فلسطين من توسع استيطاني إسرائيلي مستمر.
وأكد مراقبون أن التحركات الفلسطينية تأتي من أجل الحفاظ على الأرضية القانونية والسياسية التي يستند إليها العالم فيما يتعلق بالاستيطان، وكذلك من أجل خلق رأي عام دولي داعم لفلسطين ضد السياسات الإسرائيلية.
حراك فلسطيني
وأكد رياض المالكي، أن هناك حراكا على مستويات عدة يجرى التنسيق له، بدءا من الحراك الشعبي الذي سينظم عبر المقاومة الشعبية التي ستتصاعد بشكل كبير، بالتوازي مع الحراك على المستوى السياسي إقليميا ودوليا ومع المنظمات الدولية.
وقال إن “هناك توجها إما بالدعوة لاجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند متحدون من أجل السلام، وطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، الأمر الذي يتطلب التحرك من دول وازنة لتتشكل رؤية واضحة وفهما عميقا لمخاطر ما تقوم به دولة الاحتلال من استيطان وانعكاس ذلك على الدولة الفلسطينية”.
وأكد المالكي أن فلسطين تعمل مع كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، خاصة الدول التي أيدت انضمام إسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد، لثنيها عن موقفها مع اقتراب القمة الأفريقية التي ستعقد في أديس أبابا في شهر فبراير/شباط المقبل، مضيفا أنه يجري التحرك وفق خطة عمل أوسع وأشمل ليعم كل دول القارة الأفريقية على غرار الخطة التي تم العمل بها، تحضيرا لاعتماد فلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة.
أرضية قانونية وسياسية
اعتبر الدكتور جمال نزال، المتحدث باسم حركة فتح، أن إيفاد فلسطين لممثلين رئاسيين من أجل حشد الدول ضد الاستيطان، يأتي في سياق الحفاظ على الأرضية القانونية والسياسية التي يستند إليها العالم في رفض الاستيطان وإبقائه خارج الشرعية.
© Sputnik . Igor Mikhalev
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، القيادة الفلسطينية وتحركاتها الأخيرة، تطلب فقط التزام الدول بالقانون الدولي بشأن الاستيطان، والتحركات الإسرائيلية في مدينة القدس، والمدن الفلسطينية.
وعن إمكانية نجاح هذه التحركات، يرى المتحدث باسم فتح، أن القيادة الفلسطينية يوجد من يسمع لها في العالم، وذلك بحكم المصداقية التي تتمتع بها.
وطالب نزال الدول العربية والإسلامية، بضرورة عدم التراخي ودعم التحركات الفلسطينية والدفاع عنها، والمثابرة مع الفلسطينيين من أجل وقف عمليات الاستيطان الإسرائيلية.
مناخ دولي ضاغط
بدوره اعتبر المستشار زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، والمحلل السياسي الفلسطيني، أن القيادة الفلسطينية تبذل جهودًا استثنائية لحشد كل أصحاب القرار والمؤثرين على المستوى الدولي لخلق مناخ عالمي وسياسي ضاغط على إسرائيل لإرغامها على التراجع عن مشاريعها الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك” الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بشكل عام، ومصر والسعودية وغيرهم من الدول، يدعمون جهود القيادة الفلسطينية الدبلوماسية والسياسية والقضائية الهادفة إلى الكشف عن وجه إسرائيل الحقيقي، وعزلها دوليا وفضح كل جرائمها البشعة بحق الشعب الفلسطيني.
ويرى الأيوبي أن تصويت حزب العمال البريطاني لأخذ موقف تاريخي من إسرائيل وما صدر عن نواب الحزب الديمقراطي الأمريكي من موقف يدعم نضال الشعب الفلسطيني ومواقف الكثير من الدول الأوروبية وأيضا موقف روسيا والصين والكثير من الأطر الدولية يؤكدون على دعم القضية الفلسطينية ورفض النشاط الاستيطاني وهذا يعني أن جهود الفلسطينيين ستتكلل بالنجاح في النهاية وحكومة إسرائيل لن تفلح في تكريس أمر واقع استيطاني له مقبولية دولية.
وأخيرا أعلنت إسرائيل اعتزامها بناء 10 آلاف وحدة استيطانية في منطقة قلنديا، وتحديدا على أراضي مطار قلنديا المستولى عليها من قبل السلطات الإسرائيلية منذ عام 1967.
وذكرت صحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية، قبل أسابيع أن الحكومة الإسرائيلية تعتزم إنشاء معابد يهودية في مستوطنات الضفة ومناطق أخرى بالبلاد، وطرحها ضمن خطة “الأولويات الوطنية” للحكومة.
وقبل أشهر، شهدت كل من نابلس وجنين في الضفة الغربية، مواجهات عنيفة مع قوات الجيش الإسرائيلي، الذي استدعى تعزيزات كبيرة أطلقت النار على الشبان الفلسطينيين.
SputnikNews ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من SputnikNews