بعد تهديدات نصرالله.. أين سيصل الصدام بين حزب الله والقوات اللبنانية؟
ووصف الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، أمس الاثنين، أحداث الطيونة الأخيرة بـ”المفصلية والخطيرة”، مؤكدا أنها تحتاج إلى تحديد موقف.
وقال مراقبون إن الأيام القادمة ستشهد مناوشات واشتباكات وأعمال عنف بين الفصائل اللبنانية المختلفة، لكنها لن ترتقي إلى حرب أهلية، مؤكدين أنها ستزيد الأمور تعقيدًا في لبنان.
© AP Photo / Hassan Ammar
وقال نصر الله، في كلمة له، إن “حزب القوات اللبنانية يحاول إثارة مخاوف عموم المسيحيين لتقديم نفسه كمدافع عن الوجود المسيحي في لبنان”، متهما الحزب بـ”امتلاك ميليشيا مسلحة”، وحمله مسؤولية الأحداث الدامية التي شهدها لبنان الخميس الماضي.
وأضاف أنه “رغم أن شهداء الخميس هم من حزب الله وحركة أمل فقد ركز رئيس حزب القوات على حزب الله”، مؤكدا أن هذا الحزب لطالما حاول اختراع عدو له من أجل تمرير مشروعه واختار حزب الله المستهدف خارجياً.
وهدد نصر الله قائلاً إن حزب الله لديه 100 ألف مقاتل مدربون ومجهزون في لبنان، مضيفاً: “أقول لحزب القوات ورئيسه: لا تخطئوا الحساب”، بحسب العربية.
يذكر أن غسان يارد، الأمين العام لحزب القوات اللبنانية، نفى اتهامات “حزب الله” وحركة “أمل” بشأن تورط حزب القوات في أحداث إطلاق النار بمنطقة عين الرمانة والطيونة في بيروت.
وقال في تصريحات خاصة لـ “سبوتنيك”، مساء يوم الحادث، إن تصريحات حزب الله وحركة أمل مجرد مغالطات، وتظاهراتهم لم تكن سلمية، وبعض المشاركين في التظاهرات دخلوا إلى الأحياء الداخلية لمنطقة عين الرمانة وعمدوا إلى تكسير السيارات والممتلكات الخاصة للبنانيين.
مواجهات أمنية
قال ميخائيل عوض، المحلل السياسي اللبناني، إن “أحد المحركات الأساسية للعملية السياسية في لبنان اصبح موضوعه الشاغل القوات اللبنانية، ومحاولة ضبطها ولجمها وعقلنتها، وكشف دورها التوتيري وخاصة في كمين الطيونة الغادر والذي أوقع عددًا من الضحايا”.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، “حزب الله لجأ بتحالفاته للدولة وللمؤسسة العسكرية والأمنية والقضاء، ويعتمدها ويفترض أنها الوسيلة والأداة لكشف الحقيقية، وإن لم تستجب هذه المؤسسات وتقوم بمعالجة الأمور عبر الدولة وتمكين الجيش وتعظيم مكانته ومكانة القضاء، ستصبح الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، من بينها احتمالات المواجهة”.
© AP Photo / Syrian Central Military Media
ورجح عوض ان المواجهات “ستكون أمنية، لا سيما وأن حزب الله ليس له رغبة أو نية أو وقت للذهاب بالأمور إلى احتكاكات شعبية على خطوط التماس، أو توترات تأخذ صفة الاستدامة، لتبرير العودة للحرب”.
وتابع: “حزب الله له أدواته ووسائله في التحالفات بالدولة والمؤسسة الأمنية والعسكرية والقضاء، وإن لم تستجب سوف يستخدم عناصر القوة الأمنية وليست العسكرية، بمعنى عدم اللجوء إلى المواجهات المباشرة والمكشوفة.
اشتباكات محتملة
بدوره اعتبر الناشط المدني اللبناني، أسامة وهبي، أن التهديدات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله هي تهديدات لكل خصومه السياسيين في الداخل اللبناني، ولا تتعلق فقط بالقوات اللبنانية، لكن تم إيصال الرسالة من خلالها إلى كل من يعنيهم الأمر، بأن حزب الله لديه أكبر قوة تنظيمية وعسكرية وباستطاعته فرض الأجندة التي يراها مناسبة لمصلحته الخاصة، وهذا فصل جديد من المعادلات التي أطلقها حزب الله في الداخل اللبناني.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، “هذه الصراعات والصدامات ليس لها أي أفق فقد تكبر أو تصغر حسب التطورات السياسية والقضائية، لكنها لن تصل إلى حدود الحرب الأهلية، لأن الحرب تحتاج إلى دول كبيرة تمولها، وهذا غير موجود حاليا باستثناء “حزب الله” حيث تموله إيران بالسلاح والمال والعتاد”.
ويرى وهبي أن هذه الصراعات الداخلية كلها لملء الفراغ في الوقت الحالي من أجل انتظار تسويةإقليمية تحصل بين الدول المعنية بالملف اللبناني، والتي لها جماعات بالداخل، وهذه الجماعات اعتادت أن تتلقى أوامرها من الخارج، وأن تنفذ أجندات خارجية، والداخل اللبناني لا يعنيها سوى ما يوافق مصلحة منتسبيها وزعمائها.
بالتالي – والكلام لا يزال على لسان الناشط اللبناني- سنرى المزيد من المناوشات والاشتباكات الأمنية على خطوط التماس، وقد نصل لمرحلة تعود فيها الاغتيالات السياسية والتفجيرات الأمنية، لكن هذا كله لملء الفراغ في المرحلة الحالية، التي تشهد مفاوضات في جنيف واتصالات بين السعودية وإيران والعراق، وسوريا وبعض الدول العربية، وهذا لن يتخطى حاجز المناوشات والصراعات التي تؤرق حياة اللبنانيين وتطرد كل أنواع الاستثمارات التي نحن بحاجة ماسة إليها.
وكانت أعمال العنف التي وقعت، يوم الخميس الماضي، قد بدأت عندما كان الناس يتجمعون للاحتجاج الذي دعا إليه “حزب الله”، ضد القاضي طارق البيطار، الذي يتولى التحقيق في انفجار ميناء بيروت. وقد اعتبر مراقبون تلك الأحداث هي الأسوأ منذ أكثر من عقد وأثارت ذكريات الحرب الأهلية الطائفية المدمرة في البلاد منذ عام 1975.
وبينما طالب رئيس حزب القوات الجيش اللبناني بالكشف عن مكان القناصين الذين اعتقلوهم ودوائر ارتباطاتهم، فقد رد على سؤال حول ما إذا كان وجود عناصر من القوات المسلحة اللبنانية في منطقتي عين الرمانة والطيونة، حيث اندلع إطلاق النار، يعني أن الحادث كان مخططا، بأنهم كانوا موجودين دائما في هذه المناطق.
وقال جعجع إن المنسق الأمني في الحزب اتصل بالسلطات عندما سمعوا أنه تم التخطيط للاحتجاج وطلب وجودا عسكريا مكثفا في المنطقة “لأن أولويتنا كانت أن تمر المظاهرة ببساطة كمظاهرة ولا تؤثر على السلم الأهلي”.
SputnikNews ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من SputnikNews