سفير الصين يشيد بـ”حياة كريمة”: تعكس وجهات نظر متشابهة بين القاهرة وبكين
أشاد السفير الصينى بالقاهرة، لياو ليتشيانج ببرامج الحكومة المصرية خلال السنوات الأخيرة لرفع مستوى معيشة المواطن، وأشار إلى مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى “حياة كريمة”، قائلا إنها تغطى 624 قرية فى 16 محافظة وتخدم 10 ملايين شخص.
وأضاف فى كلمته فى ندوة بعنوان “معرفة الصين—خبرة الصين في مكافحة الفقر” أن مبادرة “حياة كريمة” تشمل إجراءات لتحسين المساكن والطرق والكهرباء والصرف الصحي وإمدادات المياه، وتطوير قطاعي الطب والتعليم؛ خلال فترة الوباء.
وأشار إلى تقديم الحكومة المصرية ما مجموعه ملياري جنيه مصري من للأسر المحتاجة، معتبرا أن كل ذلك يعكس وجهات النظر المتشابهة للبلدين في الحد من الفقر.
وأضاف قائلا إن هذا العام يصادف الذكرى الـ65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر. وطوال هذه الفترة، وبالقيادة الاستراتيجية لقادة البلدين، صمدت العلاقات الثنائية أمام اختبارات التاريخ وحافظت على التنمية المستقرة والسليمة. وأتى ذلك بحيوية هائلة للتعاون بين البلدين، كما أطلق مسيرة البلدين، صاحبتا خمس سكان العالم، نحو مجتمع المستقبل المشترك.
وأكد “في السنوات الأخيرة، أولت الحكومة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أهمية كبيرة للحد من الفقر، وتدعم القضاء على الفقر من خلال التعاون الدولي، وأطلقت عددا من السياسات الفعالة للحد من الفقر. مثلا، قدم برنامج الضمان الاجتماعي “الوحدة والكرامة” منذ عام 2015 المساعدة لـ3.6 مليون أسرة محتاجة وحوالي 14.6 مليون شخص.
في الوقت نفسه، أضاف السفير أن التعاون بين الصين ومصر يتعمق في مختلف المجالات، مما عاد بفوائد ملموسة على الشعبين.
وفي هذا السياق، وفرت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري فرصة عمل مباشرة لأكثر من 3500 شخص، وحوالى 40 ألف فرصة العمل غير المباشرة. كما تتقدم مشاريع التعاون في مجال البنية التحتية الكبيرة، مثل منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، والمحطة بالعاصمة الجديدة، والسكك الحديدية الخفيفة فى الضواحى مدينة العاشر من رمضان.
وقامت شركة هواوى الصينية بتركيب مرافق الاتصالات عالية الجودة في القرى المصرية النائية والجزر فى أعماق البحر الأحمر، لمساعدة السكان المحليين على دخول مجتمع المعلومات. كما تعاون البلدان في فتح ورشتى لوبان ومعهد التكنولوجيا التطبيقية بجامعة قناة السويس، لتوفير التدريب المهني للشباب المصريين، لتكوين المواهب الفنية والإدارية المحلية.
وبصفتها الشريك الاستراتيجى الشامل لمصر، تحرص الصين على تعميق تبادل الخبرات مع مصر فى مجال الحد من الفقر ودعم الشعب المصري لتحقيق هدف الحد من الفقر فى وقت مبكر.
وقال إن الصين حققت انتصارا شاملا فى معركتها ضد الفقر، وتمكنت من تخليص 99 مليون شخص و832 محافظة و128 ألف قرية و28 أقلية قومية من الفقر.
وأضاف أن القضاء على الفقر المطلق يعد معلما فى المسيرة الصينية لتحسين معيشة الشعب، وإنجازا تاريخيا لقضية حقوق الإنسان في الصين، وصفحة لتقدم البشرية، وتمكنت الصين من توفير حياة لجميع أبناء الشعب الصينى وتقليص عدد الفقراء في العالم ورفع قدرة البشرية على مكافحة الفقر.
وأضاف أنه منذ المؤتمر العام الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، وضعت الحكومة الصينية مكافحة الفقر في المكانة البارزة للحكم والإدارة، وخاضت أكبر وأقوى حرب ضد الفقر في تاريخ البشرية.
في السنوات الثماني الماضية، تمكنت الصين من تخليص أكثر من 10 مليون شخص من الفقر كل عام، وهذا يساوي عدد سكان لدولة متوسطة الحجم، أي تخليص شخص واحد من الفقر كل 3 ثوان. بعد الإصلاح والانفتاح، تخلص 770 مليون شخص من الأرياف من الفقر، ووفقا لمعيار البنك الدولي، هذا الرقم يشكل 70% من العالم. فيمكن القول، إن الصين حققت معجزة في مسيرة البشرية للحد من الفقر من خلال فترة وجيزة جدا.
وتابع قائلا “ترجع إنجازات الصين العظيمة في هذا المجال إلى القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني وإلى الجهود الشاقة من الأمة الصينية، وإلى الأساس المادي القوي للصين الذي تراكم منذ الإصلاح والانفتاح، وإلى التضامن بين أبناء الشعب الصيني من كافة القوميات. تمثل هذه المعجزة النموذج الصيني لمكافحة الفقر، وتقدم مساهمة كبيرة لقضية مكافحة الفقر في العالم، وتساعد الصين على تحقيق الأهداف الواردة في برنامج الأمم المتحدة للتنمية المستدامة قبل 10 سنوات من موعدها المحدد. ”
وقال إن إنجازات الصين في الحد من الفقر واضحة للجميع ونالت تأكيد المجتمع الدولي الواسع. أرسل الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريش رسالة إلى الرئيس شى جينبينج، أشار فيها إلى أن هذا الإنجاز الكبير ساهم بشكل كبير في تحقيق عالم أفضل كما رسمه برنامج التنمية المستدامة عام 2030.
وقالت وزيرة التضامن الاجتماعى نيفين القباج، إن الصين “دولة رائدة فى الحد من الفقر”. فيما قدم المجتمع الدولى الكثير من الدعم للصين، ردت الصين الجميل من خلال أفعالها الملموسة فى قضية الحد من الفقر. فى هذا السياق، أصدرت الصين تقرير “القضاء على الفقر المطلق – تجربة الصين” وتقرير “الحد من الفقر فى الصين”، حيث استعرض مسيرة الصين لمكافحة الفقر، وعرض تجارب الصين فى هذا المجال، وتقاسم ممارسات الصين في هذا المجال.
وأضاف “كما أنشأنا “صندوق السلام والتنمية بين الصين والأمم المتحدة” و”صندوق المساعدة في إطار التعاون بين الجنوب والجنوب” ، وعززنا مشاريع التعاون في إطار “مبادرة التعاون للحد من الفقر في شرق آسيا” و”الخطة الصينية الإفريقية للحد من الفقر”. ساعدت الصين في بناء 24 مركزا نموذجيا للتكنولوجيا الزراعية في إفريقيا، واستفاد منها أكثر من 500 ألف شخص. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الصين على مساعدة الدول النامية على تعزيز قدراتها من خلال القنوات متعددة الأطراف والثنائية، بما يساهم في التعاون الدولى فى الحد من الفقر.
وقال قبل أيام، ألقى الرئيس شى جينبينج خطابا مهما فى المناقشة العامة للدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وطرح المبادرات الإنمائية العالمية، بما فى ذلك الالتزام بإعطاء الأولوية للتنمية وتسريع تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة عام 2030، والالتزام بأولوية الشعب وضمان معيشة الشعب وحماية حقوق الإنسان من خلال التنمية؛ والالتزام الشمول والتسامح، ودعم الدول النامية، وخاصة الدول الأقل تطورا من خلال تخفيف عبء الديون والمساعدة الإنمائية؛ الالتزام بالأهداف العملية، مع التركيز على تعزيز الحد من الفقر والأمن الغذائى، والتعاون فى بناء مجتمع المستقبل المشترك للتنمية العالمية. قدم هذا الخطاب حلا صينيا لتعزيز التعاون الدولى من أجل الحد من الفقر من الناحية النظرية والتطبيقية، كما حدد الاتجاه للتعاون الصينى المصرى للحد من الفقر.
ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من