اعتقال مسؤولين حكوميين مدنيين في السودان يقوض انتقال البلاد إلى الحكم المدني
أعلنت الخارجية الأمريكية، الإثنين، تعليق مساعدات للسودان من المخصصات الطارئة تبلغ قيمتها 700 مليون دولار، بعد الأحداث التي شهدتها البلاد خلال الساعات الماضية.
وقال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إنه : “في ضوء تلك التطورات، تعلق الولايات المتحدة تقديم مساعدات من مخصصات المساعدات الطارئة البالغة 700 مليون دولار المخصصة لدعم السودان اقتصاديا”، مضيفا أنه لم يتم تحويل أي من تلك الأموال، وبالتالي تم تعليق المبلغ كله.
وأضاف، أن “اعتقال مسؤولين حكوميين مدنيين بالسودان يقوض انتقال البلاد إلى الحكم المدني الديمقراطي”.
وأكد برايس أن”الولايات المتحدة لم تتصل برئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك منذ سيطرة الجيش على السلطة، ولم يتم إبلاغها مسبقا بتحرك الجيش”.
وتابع : “مستعدون للجوء إلى جميع الإجراءات المناسبة لمحاسبة من يحاول التقليل من إرادة الشعب السوداني”.
وجاء الموقف الأمريكي منذ تصاعد التوترات في السودان داعماً للحوار، وأجرى المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان لقاءات مع حمدوك والبرهان خلال الأيام الماضية في محاولة لتقريب وجهات النظر، لكن وبعد قرارات البرهان الأخيرة سارع فيلتمان بمغادرة السودان، بحسب قناة “سكاي نيوز” عربية.
ولم يأت تعليق أمريكي على الأحداث في السودان على مستوى قيادة الدولة، فلم يصدر تصريح من الرئيس الأمريكي جو بايدن حتى الآن بشأن الوضع في السودان، لكن البيت الأبيض طالب بالإفراج الفوري عن المسؤولين السودانيين.
وأعرب البيت الأبيض عن قلقه إزاء الوضع في السودان معلناً رفضه تصرفات الجيش، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، إن الحكومة الأمريكية “تشعر بقلق عميق” إزار الوضع في السودان مشيرة إلى أن ذلك “يتعارض مع إرادة الشعب السوداني”.
وأضاف: “نرفض تصرفات الجيش وندعو إلى الإفراج الفوري عن رئيس الوزراء والآخرين الذين وضعوا قيد الإقامة الجبرية”.
وفي خطاب أكثر شدة أدانت السفارة الأمريكية أعمال العنف، وأهابت بالأمريكيين عدم مغادرة أماكن إقامتهم، وقالت إنها تلقت تقارير عن إغلاق بعض المواقع في الخرطوم وحولها.
وعبرت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في السودان عن قلقها الشديد من الإجراءات التي قامت بها القوات العسكرية ضد الحكومة الانتقالية المدنية هناك.
كما دعت في بيان رسمي لها عبر حسابها على موقع “تويتر” للسماح للحكومة الانتقالية بمواصلة عملها الذي يهدف إلى تحقيق أهداف الثورة.
واجرى المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي أتصال هاتفي مع وزير الخارجية سامح شكري بحسب ما أفاد بيان وزارة الخارجية، مؤكداً ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار السودان.
وقال المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، إنه يؤمن بإمكانية حل الأزمة بالسودان، مشددًا على أهمية حل الأزمة بين المكونين العسكري والمدني لتأمين عملية الانتقال.
واستيقظ السودانيون، فجر الإثنين، على أحداث سياسية متسارعة شملت توقيف معظم أعضاء المجلس السيادي وكبار المسؤولين في الحكومة، ما دفع مدنيون إلى الدعوة للتظاهر والعصيان المدني احتجاجا على هذه الخطوات.
ووفق ما أعلنته وزارة الإعلام السودانية، شن الجيش السوداني حملة اعتقالات في صفوف المجلس الانتقالي والحكومة ضمت رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ووزير الصناعة إبراهيم الشيخ، والإعلام حمزة بلول، وآخرين.
كما قرر الجيش تعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية، وحل المجالس الانتقالية، وتشكيل حكومة جديدة في البلاد، بينما ندّد مدنيون في السلطة بـ”انقلاب” وذلك بعد اعتقال مسؤولين حكوميين وسياسيين.
وقال الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي كان يرأس مجلس السيادة في كلمة نقلها التلفزيون السوداني إن الجيش “اتخذ الخطوات التي تحفظ أهداف ثورة ديسمبر 2018” التي أطاحت بنظام عمر البشير، متحدثا عن “تصحيح الثورة”.
العين الاخبارية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من العين الاخبارية