وكالة أنباء الإمارات – أحمد العامري: الشارقة للكتاب نهر المعرفة الرئيسي للإمارة
الإثنين، ١ نوفمبر ٢٠٢١ – ٨:٥٩ م
الشارقة في الأول من نوفمبر / وام / أكد سعادة أحمد بن ركاض العامري
رئيس هيئة الشارقة للكتاب أهمية معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يعد
نهر المعرفة الرئيسي للإمارة، فهو نهر عذب سخي، نهر غير تقليدي يختلف في
توصيفه عن تلك الأنهر التي عرفناها في دروس الجغرافيا وقصدناها زائرين
للتمتع بجمالها هو يتطابق تماما معها في الأثر والأهمية وفي الدور
التنموي والحضاري.
وقال العامري : ” إن نهر الشارقة يتفوق على الأنهار الطبيعية في
عمق واستدامة التأثير فهو لا يروي الحياة البيولوجية فقط بل يسهم بشكل
مباشر في تشكل الهوية الفردية والجماعية ويمنحها أسباب رفعتها وسموها
ويعزز المشترك الفكري والعاطفي الذي على أساسهما تقوم المجتمعات
الإنسانية إلى جانب دوره الآخر المتمثل في إنعاش وبث الحياة في المنظومة
الاقتصادية التنموية سواء من خلال تنشيط الحراك الاقتصادي العام أو
تعزيز القيمة المعرفية لرأس المال البشري”.
وأضاف ” كما لكل نهر منابع وأصول وأسباب قوة وعوامل استمرارية فإن
نبع معرض الشارقة الدولي للكتاب وأسباب قوته واستمراريته ينبع من رؤية
ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس
الأعلى حاكم الشارقة وإيمان سموه بقوة الثقافة في هندسة الوجدان العميق
للأفراد والمجتمعات ومنح مشاريعنا الثقافية عامة ومعرض الشارقة الدولي
للكتاب بشكل خاص كل الأسباب للاستمرار ومراكمة المنجزات حتى أصبحت
الشارقة واحدة من أهم المراكز الثقافية العالمية وارتبط اسمها بنظريات
التنمية المستندة للثقافة والاستثمار في المعارف والمهارات البشرية”.
وأوضح أن أوجه الشبه بين معرض الشارقة الدولي للكتاب والأنهار لا
تنتهي وقد تحتاج إلى كتب عدة لتبيانها وتحليلها وتحديد نتائجها لكن هناك
جانبان أساسيان في هذا التشابه من الضروري إضافتهما وهما الأصالة
والتراكمية فمشروع الشارقة الثقافي الذي بدأ بالمعرض لتتفرع منه جداول
عذبة متعددة التخصصات هو تجربة أصيلة وخاصة جدا بالشارقة لا تنفصل ولا
تبتعد ولو قليلا عن طموح مجتمع الإمارة وسماته وعلى الرغم من كونها
منفتحة على تجارب العالم وتستفيد منها إلا أنها في العمق والجوهر تجربة
لها فرادتها وشخصيتها المستقلة نتجت عن تفاعل المجتمع مع الظروف
الاجتماعية والاقتصادية التي تشكلت عبر مسيرة عقود طويلة وسنظل نفخر
بهذه الأصالة في كل مرة نرى تجربة عربية أو عالمية تنمو وتتشكل بتأثير
من نموذجنا الخاص”.
وتابع ” أما الجانب الآخر وهو الفعل التراكمي لمعرض الشارقة
الدولي للكتاب وهنا علينا التأكيد أن المشاريع الثقافية الكبرى لا تظهر
من الفراغ ونتائجها لا تتحقق بين يوم وليلة بل تفعل ما يفعله النهر يبث
مائه للأرض عبر السنين فتزداد خصبا لتنمو البذور وتصبح أشجارا ثم تطرح
ثمرا يجذب الناس لترسي قواعد حضارتها على ضفافه”.
وأكد بن ركاض أن نهر الشارقة العذب سيستمر في الجريان، لقد حفر
مكانته ومجراه عميقا في وجدان المنطقة وذاكرتها وأصبح عنوانا للثقافة
العربية ورمزا لقدرتها على الحضور المؤثر في ثقافات العالم، ذلك الحضور
الندي الذي يضيف قبل أن يأخذ ويؤثر قبل أن يتأثر ويصنع الدهشة لدى كل من
يشاهده ويتابعه ويذكر العالم بتاريخ مفعم بالفخر كنا فيه سادة العلوم
والفنون واللغة والأدب ويروي حكاية مستقبل يؤسس له الآن وتروى جذوره
بمياه نهر الشارقة العذب”.
– بتل –
وام/بتول كشواني/أحمد البوتلي