كل ما تريد معرفته عن داء السكري.. صديق الإنسان الذي يقتله بالضربة القاضية
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 ديسمبر/كانون الأول 2007، القرار 61/225 الذي أعلنت فيه يوم 14 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام باعتباره اليوم العالمي لمرضى السكري.
أهداف اختيار يوم لمرضى السكري
بحسب موقع الأمم المتحدة، جاء اختيار هذا اليوم ليكون مناسبة مهمة لزيادة الوعي بمرض السكري “كقضية عالمية تتعلق بالصحة العامة وما يجب القيام به بشكل جماعي أو فردي، لتحسين الوقاية والتشخيص وإدارة الحالة”.
© Photo / Pixabay License
وكذلك فرصة “للاعتراف بالحاجة العاجلة لمتابعة الجهود متعددة الأطراف لتشجيع وتحسين الصحة البشرية، وإتاحة إمكانية الحصول على العلاج والتثقيف في مجال الرعاية الصحية”.
ويعمل المهتمون في هذا اليوم إلى تشجيع الدول الأعضاء لوضع سياسات قومية للوقاية من السكري وعلاج المصابين به ورعايتهم.
وتسعى منظمة الصحة العالمية إلى تشجيع ودعم اعتماد تدابير فعالة لترصد مرض السكري ومضاعفاته والوقاية منه ومكافحته، خاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ما هو مرض السكري؟
تعرف الموسوعات الطبية مرض السكري بأنه أحد الأمرض المزمنة التي تحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه، والإنسولين هو هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم.
وهناك نوعان من داء السكري، الأول يشار إليه بـ”نمط 1″ والثاني “نمط 2″، أما الأول فهو هذا النوع الذي كان يعرف سابقاً باسم “داء السكري المعتمد على الإنسولين”، وهو هذا النوع الذي يصيب الشخص في مرحلة الشباب أو الطفولة، ويحدث عندما يكون هناك نقص في إنتاج الإنسولين، ويقتضي تعاطي الإنسولين يومياً.
وحتى الآن لا يُعرف سبب داء السكري من هذا النوع، وكذلك لا يمكن الوقاية منه.
ومن بين أعراضه المشهورة العطش والجوع المستمر وفرط التبوّل، وفقدان الوزن، والإحساس بالتعب والإجهاد ووجود تغيرات في البصر، وعادة ما تظهر هذه الأعراض فجأة.
أما النمط الثاني من داء السكري فكان يُسمى سابقاً “داء السكري غير المعتمد على الإنسولين” وهو هذا النوع الذي يظهر في مرحلة الكهولة، ويحدث هذا النمط بسبب عدم فعالية استخدام الجسم للإنسولين.
وتمثل حالات الإصابة بهذا النمط 90% من الحالات المصابة المسجّلة بالمرض حول العالم، ومعظمها تحدث نتيجة الخمول البدني وزيادة الوزن، ولكن لا يعاني كافة المصابين بهذا النمط من زيادة الوزن.
وتتشابه أعراض هذا النمط مع النمط الأول ولكنها قد تكون أقل وضوحاً في كثير من الأحيان، ولذلك قد يشخص المرض بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، وفي الغالب يحدث ذلك التشخيص مع حدوث المضاعفات.
© Depositphotos / Draghicich
وهناك “سكر الحمل” حيث تفرز المشيمة هرمونات للحفاظ على الحمل، وتجعل هذه الهرمونات الخلايا أكثر مقاومة للأنسولين.
ما هي خطورة الإصابة بداء السكري؟
رغم أن داء السكري من الأمراض الصديقة التي تصاحب الإنسان في حياته لفترات طويلة، لكن إهماله والتعامل معه باستخفاف له عواقب وخيمة، فمع مرور الوقت يمكن أن يتسبّب السكري في الإضرر المباشر بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكلى والأعصاب.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن إهمال السكري يزداد احتمال تعرض البالغين المصابين بالسكري للنوبات القلبية والسكتات الدماغية بضعفين أو ثلاثة أضعاف.
وتشير إلى أن السكري يمكن أن يؤدي كذلك إلى ضعف تدفق الدم واعتلال الجهاز العصبي (تلف الأعصاب) على مستوى القدمين ما يؤدي إلى زيادة احتمالات الإصابة بقرحات القدم والتَعَفُّن مما قد يستدعي بتر الأطراف.
وتشير المنظمة الأممية كذلك إلى أن إهمال داء السكري يؤدي إلى اعتلال في الشبكية السكري والذي يعد من الأسباب الرئيسية للعمى، ويحدث نتيجة لتراكم الضرر الذي يلحق بالأوعية الدموية الصغيرة في الشبكية على المدى الطويل.
وترجع المنظمة إلى أن نسبة 2.6% من حالات العمى في العالم ترجع إلى داء السكري.
وكذلك الإصابة بداء السكري من الأسباب الرئيسية المؤدية للفشل الكلوي.
ويمكن أن يؤدي الإصابة بالسكري إلى ضَعْف السمع، وكذلك الزهايمر خاصة مع النمط 2، وكلما ضعفت السيطرة على مستوى السكر في الدم، زاد خطر الإصابة بالزهايمر.
ومن بين مخاطر الإصابة بالسكري أيضا الإصابة بالاكتئاب.
ووفقا للأرقام الرسمية من منظمة الصحة العالمية تسبب السكري في ارتفاع معدل الوفيات المبكرة بنسبة 5% في الفترة بين عامي 2000 و2016.
أرقام مهمة لها علاقة بداء السكري
بحسب موقع “أطلس مرض السكري”، الذي يعد المصدر الرسمي للتأثير العالمي لمرض السكري، هناك 6.7 مليون حالة وفاة في عام 2021 نتيجة الإصابة بداء السكري، مسجلا ارتفاعا بالمقارنة مع 2019، التي سجل فيها وفاة 4.2 مليون شخص نتيجة لهذا المرض.
وأشار الأطلس إلى أن هناك 537 مليون شخص بالغ في العالم يتعايشون مع مرض السكري، وأن هناك 4 من كل 5 مصابين بالسكري (81٪) يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وتوقع الأطلس ارتفاع الإصابات بداء السكري إلى 643 مليون بحلول عام 2030، ونحو 784 مليون بحلول عام 2045.
تشخيص الإصابة بداء السكري
كما قلنا سابقا إنه عادة ما يتم اكتشاف الإصابة بداء السكري مع ظهور الأعراض والمضاعفات، ولكن يمكن للشخص أن يعرف إصابته بهذا الداء من خلال عملية فحص الدم الزهيدة التكلفة نسبياً.
وعلى كل شخص أن يقوم بهذا الإجراء ضمن فحوصات شاملة خاصة إذا كان من بين الأشخاص المعرضون للإصابة بداء السكري كمفرطي الوزن، أو هؤلاء الذين لديهم خمول بدني ولا يمارسون أي أنشطة رياضة، وكذلك يجب أن يحرص الأشخاص الذين لديهم تاريخي عائلي مرضي على إجراء تلك الفحوصات الرخيصة نسبيا.
ما هي أشهر أعراض الإصابة بالسكري؟
تختلف الأعراض بين شخص وآخر، بحسب نسبة ارتفاع السكر في الدم، ومن بين أشهر أعراض الإصابة بداء السكري:-
-فرط التبوُّل
-وجود الكيتونات في البول (الكيتونات هي نتيجة ثانوية لانهيار العضلات والدهون التي تحدث عندما لا يكون هناك ما يكفي من الأنسولين المتاح)
-العطش الشديد
-الشعور المستمر بالجوع الشديد
-فقدان الوزن غير المبرر
-الإرهاق والإجهاد
-سهولة الاستثارة
-عدم وضوح الرؤية
-القروح بطيئة الشفاء
-الالتهابات المتكررة، مثل الالتهابات الجلدية أو الالتهابات المهبلية
الوقاية من السكري
تقول القاعدة بشكل عام إن الوقاية من خير من العلاج، وهناك مجموعة من الإجراءات البسيطة التي يجب أن يلتزمها الشخص للوقاية من السكري نمط 2 أو على الأقل تأخير ظهوره، ومن بين هذه الإجراءات أن يسعى الشخص لأن يكون وزنه صحيا، من خلال ممارسة النشاط البدني.
وتنصح المنظمة أن يمارس الشخص ما لا يقلّ عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل والمنتظم خلال معظم أيام الأسبوع.
وكذلك يجب على الشخص أن يتبع نظام غذائي صحي والحد من المواد السكرية والدهون المشبّعة، و عليه كذلك تجنّب التدخين كونه يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
SputnikNews ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من SputnikNews