وكالة أنباء الإمارات – جواهر القاسمي: الأسرة بوصلة المسيرة التنموية لإمارة الشارقة والطفل جوهر برامجنا ومبادراتنا
الشارقة في 17 نوفمبر / وام / أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو
الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة أن
الأسرة ظلت منذ انطلاق المسيرة التنموية لإمارة الشارقة هي البوصلة التي
تقود الجهود لتقديم أفضل الخدمات المجتمعية ولطالما كان الطفل جوهر ما
نقدمه من برامج ومبادرات تعزز موهبته وتنمي فكره وثقافته وقبل ذلك كله
تحمي كرامته وتصون حقوقه فالطفولة عالم بريء يفيض بالخيال والمشاعر وهي
مرحلة رقيقة من حياة الإنسان تتشكل فيها شخصية الفرد.
جاء ذلك في كلمة مسجلة لسموها خلال افتتاح أعمال ” منتدى سلامة
الطفل 2021 ” الذي نظمته إدارة سلامة الطفل التابعة للمجلس الأعلى لشؤون
الأسرة بالشارقة اليوم في “مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات” تحت شعار
” نصون براءتهم ” بحضور ومشاركة أكثر من 100 من ممثلي الإدارات والدوائر
الحكومية الاتحادية والمحلية المعنية بشؤون الطفل والأسرة والعمل
التربوي والثقافي والمجتمع إلى جانب عدد من الإعلاميين والصحافيين في
دولة الإمارات.
وقالت سمو الشيخة جواهر في كلمتها ” يحرص صاحب السمو الشيخ الدكتور
سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على أن تكون
الشارقة بيئة سليمة وملاذاً آمناً للطفل ليعبر عن شخصيته ويبني
اهتماماته وتطلعاته فلم تكف يداه البيضاء الحانية يوماً عن تسهيل جميع
التحديات لضمان تقديم المبادرات التي تحافظ على سلامة الطفل فكرياً
وجسدياً ونفسياً”.
وأضافت سموها ” لأن المبادرة منهج اتخذناه لنكون على أتم الاستعداد
للتصدي لكل ما يمس سلامة الطفل وأمنه في المجتمع فإننا نعول على هذا
المنتدى لاستقاء المعرفة من الخبرات المتخصصة في الأمن ورفع مستوى الوعي
لدى أولياء الأمور والأسر حول أهمية متابعة الأطفال ومشاركتهم في
اهتماماتهم وهواياتهم وكل ما يشد انتباههم في البيئة الواقعية أو في
العالم الافتراضي ونعتمد على مخرجات هذا المنتدى في رفع الوعي المجتمعي
وتحديد المسؤوليات التي تقع على عاتق الجميع فرداً كان أو مؤسسة لتكون
المرجع الأمثل لكل ما يخص أمن الطفل وحمايته من مختلف صور الانتهاكات
والإساءات على المستوى المحلي والإقليمي”.
من جانبها قالت هنادي صالح اليافعي مدير إدارة سلامة الطفل إن
المجتمعات الحيوية والحريصة على كل فرد فيها تتعامل بشكل استباقي مع
السلبيات وتعمل بمنطق التحصين والوقاية قبل منطق العلاج خاصةً إذا كانت
القضايا المطروحة تتعلق بأكثر الفئات الاجتماعية حساسية وهم الأطفال
وهذا ما يوجه به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو
المجلس الأعلى حاكم الشارقة وما ترعاه قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد
القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة وما تعمل من أجله قيادتنا
الحكيمة وكل فرد في مجتمعنا المعطاء.
وأضافت ” أن سلامة الأطفال النفسية والجسدية والفكرية تعني سلامة
المستقبل وثقافته وعلاقاته الاجتماعية وتعني أيضاً سلامة مشروعنا
الحضاري وضمان تحقيق غاياته وأهدافه وما يضعها على رأس قائمة أولوياتنا
الوطنية ومحور شراكات المؤسسات والهيئات الخاصة والعامة فنحن نؤمن أن
تحقيق هذه الغاية يحتاج للتعاون من قبل الجميع ويحتاج أيضاً للاستعانة
بكافة الخبرات والتخصصات ذات العلاقة”.
وتابعت ” لا يمكن القبول بأي نسبة سوى الصفر عندما يتعلق الأمر
بالمس ببراءة الأطفال وحقهم في الأمن والرعاية وحماية عقولهم وصحتهم
النفسية وهو ما يتطلب تضافر الجهود الدولية الرسمية والخاصة وإشراك
منظمات المجتمع المدني ومؤسساته إلى جانب الخبراء وذوي الاختصاص لوضع
خطة للحد من انتهاكات براءة الأطفال فكل طفل في هذا العالم يهمنا أمره
ونهتم بسلامته وسنكون مساهمين في توفير كل ما يلزم لحمايته”.
وتحدث خلال الجلسة الأولى من المنتدى التي حملت عنوان “أنواع
الإساءات الجنسية التي تمس براءة الأطفال ودور المؤسسات في التعامل
معها” كل من سعادة اللواء سيف الزري الشامسي القائد العام لشرطة الشارقة
وسعادة العامر كرامة العامري رئيس نيابة دائرة القضاء أبوظبي وسعادة
أحمد الميل مدير دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة والدكتور وليد
الحمادي وكيل نيابة أول مدير نيابة الأسرة والطفل في نيابة الشارقة
الكلية وموزة الشومي خبير الإرشاد وجودة الحياة في وحدة حماية الطفل من
وزارة التربية والتعليم وأدارها الإعلامي مروان الشحي.
وأجمع المشاركون في الجلسة على الدور الهام للتشريعات في دولة
الإمارات التي تتضمن العقوبات الرادعة وأهميتها في ضمان توفير حماية
أعلى لسلامة الطفل من الإساءات وأكدوا أهمية زيادة برامج التوعية التي
تناقش القضايا الحساسة المتعلقة بحماية الطفل والتركيز على استهداف
أولياء الأمور بالتوعية وتجنب إهمال الأطفال وعدم تركهم مع الغرباء
ومراقبة ما يتصفحونه في العالم الافتراضي عبر الإنترنت لحمايتهم من
التعرض للإساءات التي تمس براءتهم.
وخلال مشاركته قال سعادة اللواء سيف الزري الشامسي ” نولي في شرطة
الشارقة الجانب الاجتماعي وحماية الطفل أهمية من خلال النزول إلى
المدارس لإلقاء المحاضرات من قبل مختصين لتوعية الأطفال ونحن محظوظون في
إمارة الشارقة بتكامل الأدوار بين المؤسسات التابعة للمجلس الأعلى لشؤون
الأسرة التي تهتم بكافة أفراد الأسرة وفي مقدمتهم الأطفال وهناك تحديات
واقعية نتعامل معها ميدانيا لنعزز حماية الأطفال ولدينا فرق عمل تباشر
مهامها على مدار الساعة وفي حال تلقي أي بلاغ يتعلق بالإساءة للأطفال
نعمل دائمًا على توفير سرعة الاستجابة”.
وأكد سعادة العامر كرامة العامري حرص التشريعات في دولة الإمارات
العربية المتحدة على حماية الأطفال من خلال اعتبار الأسرة الوحدة الأولى
في دعامات المجتمع، مشيرا إلى أن معظم الإساءات التي يتعرض لها الأطفال
تحدث إما بالتحايل أو الاستدراج وخاصة في العالم الافتراضي الذي يستغله
المتربصون بالأطفال ويتسببون للصغار بالأذى النفسي.
من جانبه أشار سعادة أحمد الميل، إلى أن إمارة الشارقة سباقة في
توفير بيئة آمنة وصديقة للطفل، لافتا إلى أن اعتماد إنشاء دور الرعاية
المخصصة للأطفال تم منذ عام 1984 مروراً بإطلاق مبادرات وإنشاء مؤسسات
من مهامها توفير حماية الطفل بفضل توجيهات ورعاية صاحب السمو حاكم
الشارقة وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي.
وأوضح أن دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة تستجيب عبر مركز حماية
الأطفال والأسرة لأي بلاغ وتنسّق مع الجهات الأخرى لتوفير الحماية
للأطفال والتدخل الفوري لإزالة أي خطر محتمل يواجه أي طفل عند تلقي
البلاغ، منوها إلى أن الدائرة تلقت حتى اليوم 1623 بلاغا معظمها تتعلق
بالاهمال تلتها البلاغات الخاصة بالعنف الجسدي والنفسي والابتزاز
الإلكتروني والتنمر.
بدوره اعتبر الدكتور وليد خالد الحمادي أن أبرز سبب لوقوع إساءات ضد
الأطفال يتمثل في التفكك لدى بعض الأسر وشدد على أهمية دور الوالدين في
حماية الأطفال وعدم الإهمال بتركهم مع الغرباء، موضحاً أن الإساءات التي
تترك أثراً نفسياً لدى الأطفال والتي تحدث في العالم الافتراضي تحدث
بسبب الإهمال وترك الأطفال يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بدون رقابة
أسرية.
من جهتها أوضحت، موزة الشومي أن اللوائح التي تقيس وتضبط سلوك
الطلاب في المدارس تضمن حماية الأطفال في المؤسسات التعليمية وتعتمد
كذلك على تقييم المدرسين والاخصائيين لسلوك الطلاب كما تعزز اللوائح
السلوك الإيجابي وتكافؤ من يتفوقون على غيرهم في السلوك الحميد فيما
تتدرج العقوبات على الطالب تبعاً لدرجة مخالفه وخاصة إذا مارس العنف
والإيذاء الجسدي ضد غيره حيث يتم اتخاذ إبلاغ أولياء الأمر.
ويعقد المنتدى بالشراكة مع 10 مؤسسات محلية واتحادية ودولية هي
وزارة الداخلية ووزارة تنمية المجتمع ووزارة التربية والتعليم والنيابة
الكلية بالشارقة ودائرة القضاء بأبوظبي والقيادة العامة لشرطة الشارقة
ودائرة الخدمات الاجتماعية بحكومة الشارقة ومؤسسة دبي لرعاية النساء
والأطفال وجمعية الإمارات لحماية الطفل والمركز الوطني للدفاع عن
الأطفال من الولايات المتحدة الأمريكية.
– بتل –