خطبة قصيرة عن الصبر – تريند الخليج
خطبة قصيرة عن الصبر الذي يعد من أسمى القيم وأعظمها، ومن الصفات التي لابد وأن يحرص المؤمن على التحلي بها، فليس هناك من لم يتعرض للابتلاءات والمحن، ولكن المؤمن الحق هو من يصبر ويحتسب، ويثق في قدرة الله على تحقيق الفرج بالدعاء والتقرب إلى رب العالمين، وهو بذلك من المفلحين.
الصبر في القرآن الكريم
يعد الصبر من القيم النبيلة التي لابد أن يتمسك بها كل مؤمن، وينال جزاءها في الدنيا والآخرة، وقد تحدث القرآن الكريم عن الصبر وأهميته وجزاء الله للصابرين في العديد من الآيات كما يلي:
- قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” سورة البقرة الآية 153.
- قال تعالى: “أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” سورة آل عمران الآية 200.
- قال تعالى “واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين” سورة البقرة الآية 45.
- قال تعالى “فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ.
- فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ” سورة البقرة الآية 249.
شاهد أيضًا: فضل الصبر على البلاء والمصائب
الصبر في السنة النبوية الشريفة
تحدث النبي الكريم أيضا في السنة النبوية الشريفة عن أهمية الصبر وقيمته في الإسلام، وذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- “ما يصيبُ المؤمنَ من وصبٍ، ولا نصبٍ، ولا سقمٍ، ولا حَزنٍ، حتَّى الهمَّ يُهمُّه، إلَّا كفَّر به من سيِّئاتِه”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ تعالَى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضِي فله الرِّضا ومن سخِط فله السُّخطُ”.
- قال رسول الله صلى عليه وسلم.
- “عَجَبًا لِأَمْرِ المؤمنِ؛ إنَّ أمرَهُ كلَّه له خيرٌ، وليس ذلك لأحَدٍ إلَّا للمؤمنِ؛ إنْ أصابَتْه سرَّاءُ شَكَرَ فكان خيرًا له، وإن أصابَتْه ضَرَّاءُ صَبَرَ فكان خيرًا له”.
- عن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه –قال: “إن ناسًا من الأنصارِ، سألوا رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأعْطَاهم، ثم سألُوهُ فأعْطاهم، حتى نَفِدَ ما عندهُ،”.
- فقال:” ما يكون عِندَي من خيرٍ فلن أدَّخِرَهُ عنكم، ومن يستعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَستَغنِ يُغنِهِ اللَّهُ، ومَن يتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ مِنَ الصَّبرِ”.
خطبة قصيرة عن الصبر
إن الخطبة هي بعض الكلمات التي تتناول مناقشة موضوع معين أو الحث على أمر ديني أو اجتماعي وعرض أبرز فوائده، ويعد الصبر من الشيم السامية التي لابد من حث المسلمين عليها في الخطبة وذلك كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد الأمين وعلى آله وأصحابه الصالحين، أما بعد:
إن الصبر من أعظم الأخلاق والقيم التي حثنا الله سبحانه وتعالى على التحلي بها في كافة أمورنا، فمن أعظم صور الصبر هي الصبر على تحمل مشاق العبادات والفرائض، وأدائها بكل اقتناع دون كلل أو ملل، فالمؤمن الصبور يسارع إلى أداء الصلاة ويحتسب مشقة الصيام وغيرها.
يعد التغلب على الشهوات وعدم الانسياق خلفها أيضا من أهم أشكال الصبر، حيث يسعى المؤمن في المقام الأول نحو إرضاء الله قبل إرضاء نفسه، ويمكن الاقتداء بأشرف الخلق سيدنا محمد في صبره أثناء نشر الدعوة الإسلامية واحتسابه كل ما تعرض له من إيذاء نظرا لتمسكه بالالتزام بتعاليم الإسلام في الدعوة إليه.
في النهاية، يمكن القول بأنه في الصبر بداية جديدة وانفراجه قريبة، يصل بها كل مؤمن صابر إلى حسن الجزاء وخير الثواب من رب العالمين، كن صبورا وسوف يدهشك الله بحسن عطائه.
شاهد أيضًا: موضوع عن الصبر
خطبة سهلة وقصيرة عن الصبر في طلب العلم
إن العلم من الأمور التي يجب السعي نحوها بكل الجلد والعزم، فقد حثنا الدين الإسلامي على طلب العلم، وكرم الإسلام العلماء كما ورد في الحديث الشريف ” العلماء ورثة الأنبياء”، وتتمثل الخطبة عن الصبر في طلب العلم كما يلي:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد الأمين وعلى آله وأصحابه الصالحين، صلاة تنحل بها العقد وتنفرج بها الكرب، أما بعد:
حثنا الله على التمسك بالصبر، وجعل منه مسلكا لكل انفراجه، واستجابة لكل مطلب مهما بلغت عظمته، وقد وعد الله عباده الصابرين المحتسبين بخير الجزاء، وبشرهم برحمته وصلواته عليهم، وقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير مثال على الصابرين، فعلى الرغم من أنه كان نبيا أميا، إلا أن الله علمه القرآن وكان أول ما أنزله الله عليه هي سورة القلم وقوله تعالى “اقرأ”.
رفع الإسلام من شأن العلم والعلماء، وجعل الله من العلم منارة تضيء درب العالم، وأفضل العلماء من يجعل من علمه وسيلة للنفع والاستفادة، وألا يقتصر على كونه وسيلة للربح وكسب المال فقط، فقد أصبح البعض لا يقدر قيمة العلم ومكانته، ولكن يكتفون بجعله طريقة للتربح فقط.
لذلك لابد أن يحرص العالم على توظيف علمه في المحل الصحيح واحتساب الأجر من الله والتخلي عن أي طريقة غير صحيحة تقلل من قدر ذلك العلم حتى وإن جلبت له المال الوفير، فالصبر على تقديم العلم المفيد خير وأبقى.
في النهاية، أتمنى لكل من يطلب العلم ويسعى نحوه ويثابر في الحصول إليه أن ينال النجاح والتفوق، وان ينفع الله به المسلمون، ويجازيه عن سعيه خير الجزاء في الدنيا والآخرة.
خطبة قصيرة عن الصبر في سبيل الدعوة إلى رب العالمين
إن الدعوة إلى الإسلام من الأمور التي تتطلب الصبر الكثير، والتي لابد أن يهتم بها كل مؤمن ويلتزم بها، وذلك لنشر المنهج الإسلامي الحنيف بين الناس، وعند كتابة خطبة عن الصبر في سبيل الدعوة إلى الله تتمثل فيما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله نحمده ونستعين به، ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
إن الدعوة في سبيل الله رب العالمين من الواجبات التي يتكلف بها كل مؤمن، وذلك في قوله تعالى “قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ” وتشير الآية إلى أنه على كل مسلم الالتزام بنشر المنهج الإسلامي ابتغاء مرضاة الله واتباعا لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وذلك في قوله تعالى “أنا ومن اتبعني”.
لقد أمرنا الله تعالى بالصبر في الدعوة والتمسك بالحجة والدليل فيما نقول ونروي، وذلك اقتداء بالنبي الكريم وأصحابه الصادقين، الذين تمسكوا بنشر الدعوة الإسلامية ولم يتخلوا عن ذلك على الرغم من تعرضهم للهجوم والمحاربة حتى تمكنوا بالصبر التغلب على ذلك.
في النهاية، لابد أن يلتزم المسلم بالصبر على عقيدته ونشرها بين الناس، وأن يتمسك بقناعاته وأفكاره ويصبر عليها حتى يتغلب على كل من يحاربه بالحجة والدليل القاطع.
شاهد أيضًا: خمس أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
على ذلك تم عرض خطبة قصيرة عن الصبر ، وقد تم الحديث عن قيمة الصبر وأهميتها والثواب المنتظر للمؤمن الذي يصبر على قضاء الله، كما تم عرض خطبة عن الصبر في العلم وفي الدعوة إلى الله، وأهم الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحدثت عن قيمة الصبر وكيف وعد الله الصابرين بخير الثواب في الدنيا والآخرة.