النحو والصرف | أهميتهما في اللغة العربية والفرق بينهما 2022
تعرف على النحو والصرف وعلى أهميتهما في اللغة العربية والفرق بينهما عبر موقع محيط، حيث يعتبر كلا من علمي النحو والصرف من أهم العلوم الأساسية في اللغة العربية، وتوجد بعض الحالات التي يلتقي بها كلا من النحو والصرف في اللغة العربية، ولكن في العموم لكل علم منهما عالمه الخاص به وقواعده التي تميزه وتجعله قائما بذاته، وفيما يلي سنتعرف معا على كلا من علم النحو وعلم الصرف وعلى أهميتهما في اللغة العربية.
النحو والصرف في اللغة العربية
من المعروف أن القواعد هي الأساس لبناء أي شيء، وتتمثل تلك القواعد في بعض القوانين والضوابط التي تتحكم بطبيعة اللغة وتناقلها.
حيث تعتبر القاعدة الواحدة فكرة تندمج مع عدة أفكار أو قواعد أخرى لتشكل لنا مجموعة قواعد مترابطة لتأسس مفهوم لغوي صحيح وسليم من حيث البناء والمعنى.
ومن أهم علوم اللغة العربية علم الصرف وعلم النحو وعلم المعاني وعلم العروض، حيث تعد اللغة العربية من أقوى وأشمل اللغات على وجه الأرض.
ولكي نتعرف على كلا من علمي النحو والصرف يجب علينا في البداية معرفة تعريفهما في اللغة العربية، وفيما يلي سنتعرف على كلا من العلمين بالتفصيل.
لا تفوت فرصة التعرف على: اهمية تعلم اللغة العربية
تعريف علم النحو في اللغة العربية
تأتي كلمة (النّحْو) من إشتقاقها من الفعل (نَحَوَ)، والمقصود بكلمة نَحَوَ أي قَصَدَ، وقد جاء في ألفية إبن مالك (رحمه الله تعالى) أن للنحو ستة معاني منها المقدار والقسم والمثل وغيرهم.
وقد إتفق جميع علماء اللغة على تلك المعاني اللغوية، ولكن إختلف بعضهم على المعاني الإصطلاحية، وقد قدم (ابن السّراج) في كتابه الشهير (الأصول في النحو) أول تعريف إصطلاحي للنحو.
حيث قال فيه أن النحو عبارة عن أن يقوم المتكلم فيه بنحو كلام العرب، وذلك بعد أن يقوم بتتبع الغرض المقصود وفهم المعنى من الكلام، كرفع الفاعل والمبتدأ ونصب المفعول به وهكذا.
وقد قاما كلا من (ابن جنيّ) و(ابن عصفور) حينها بالإتفاق مع (ابن السّراج) في هذا التعريف، حيث أن هذا التعريف حينها كان يجعل كلا من علمي النحو والصرف علما واحدا متصلا غير منفصلا.
وقد عرف علماء اللغة المتقدمين أن علم النحو يهتم بالبحث والتعمق في كلا من قواعد الإعراب وأصل تكوين الجملة، وتنظيم مواضع الكلمات وترتيبها، والإهتمام بالخصائص التي ستكتسبها تلك الكلمات في هذه المواضع.
وتتغير خصائص الكلمات بتغير المواضع وذلك لوجود بعض الأحكام النحوية كالتقديم والتأخير والإعراب والبناء، ومن الممكن أن تتغير خصائصها لتطبيق بعض الخصائص النحوية عليها مثل الإبتداء والمفعولية والفاعلية.
وقد أكد (الرّاجحي) على تعريف هؤلاء العلماء المتقدمين، كما أشار إلى أن علم النحو يختلف تماما عن علم الصرف، حيث أن علم الصرف يهتم بالكلمة بحد ذاتها بعيدا عن موضعا في الجملة وترتيبها وتركيبها وإعرابها.
لا تفوت فرصة التعرف على: اقسام الكلام في اللغة العربية وتعريف الاسم والفعل والحرف
أهمية علم النحو في اللغة العربية
تعد دراسة علم النحو من الدراسات اللغوية الأساسية، فهو هام جدا لفهم بناء الجمل بشكل صحيح ودون تداخل، خصوصا أن اللغة العربية تتميز بقدرتها على تقديم وتأخير بعض الكلم على بعضه.
فكان هناك حاجة لوجود قواعد وأحكام لتبين قصد الكلام والمعنى منه، ومن أجل ذلك تم وضع علم النحو ليبين العلاقات بين الكلمات بوضوح للقارئ حتى لا يلتبس عليه الأمر ويختل عنده معنى الكلام.
وتعد الحركات الإعرابية التي تعرف بأنها أدوات النحو هي الطريقة التي يعرف بها كلا من المفعول به والمبتدأ والفاعل وغيرهم.
وقد قال (الزجاجي) أن وظيفة النحو لا تقتصر على ذلك فحسب، بل أن للنحو أهمية كبيرة وهي التعمق في فهم الكلمات العربية.
فهو علم ضروري من علوم اللغة العربية للغوص في فهم معاني وأحكام القرآن الكريم، والتوصل إلى تفسير كلام الله عز وجل بشكل صحيح.
من هو مؤسس عِلم النّحو
إختلفت الأراء حول أول من وضع علم النحو، فقالت بعض الأراء أن (عليّ بن أبي طالب) -رضي الله عنه- هو مؤسس علم النحو وهو من قام بوضع قواعده.
وقد إستدلوا على رأيهم بالرسالة التي قد أرسلها (عليّ بن أبي طالب) إلى (أبي الأسود الدُّؤليّ)، والتي أخبره فيها أسس علم النحو، حيث قال “الكلامُ كلّه اسم، وفعل، وحرف“.
ثم شرح له في تلك الرسالة حال أقسام الكلام الثلاثة بطريقة مختصرة، وقد أنهى رسالته وقال “انحُ هذا النّحو، وأضفْ عليه ما وقع إليك“.
ثم قام (أبي الأسود الدُّؤليّ) بإتباع ما قيل له وقد أضاف بعض القواعد والأبواب النحوية كباب الإستفهام وباب العطف وباب النعت وباب التعجب وغيرهم الكثير.
ويرى مؤيدي هذا الرأي أن السبب الذي دفع (عليّ بن أبي طالب) لتأسيس علم النحو هو أنه سمع رجل يقرأ إحدى الآيات القرآنية بشكل خاطئ، فرأى الحاجة إلى وجود علم يفسر الكلام ويوضح معناه.
وأوضحوا أنه حين سئل (أبي الأسود الدُّؤليّ) عن النحو وكيف جاء إليه قال “لفّقت حدوده من عليّ بن أبي طالب“، وهذا إعتراف واضح وصريح بأن مؤسس علم النحو هو (عليّ بن أبي طالب).
ويرى أصحاب الرأي الآخر أن (أبي الأسود الدُّؤليّ) هو مؤسس علم النحو وذلك حين قام بزيارة أمير البصرة (زياد) يستأذنه ليضع للعرب بعض القواعد التي تمكنهم من معرفة كلامهم، فقد إختلط وقتها كلام العرب مع الأعاجم.
وقد رفض الأمير (زياد) طلب (الدُّؤليّ) حينها، ثم وافق عليه بعد ذلك وقال له “ضع للنّاس ما كنتُ نهيتُك عنه“، ومن هنا بدأ وضع قواعد وأحكام النحو.
وكلا الرأيين يشيروا إلى فضل كلا من (عليّ بن أبي طالب) و(أبي الأسود الدُّؤليّ) في تأسيس علم النحو ومساعدة العرب في فهم المراد من الكلام.
لا تفوت فرصة التعرف على: ادوات الربط في اللغة العربية
تعريف علم الصرف في اللغة العربية
يعرف علم الصرف في اللغة العربية بأنه علم منفصل له عالمه الخاص، ويتمحور هذا العالم حول ثلاثة معانٍ رئيسية وأساسية وهما التغيير والإنتقال والتحويل.
والصرف في اللغة بمعنى الإنتقال والتغيير، مثل أن نقول “صرف الولد المال” أي إنتقل المال من ملكيته إلى ملكية شخص آخر.
أما إصطلاحا فهو العلم الذي يهتم بصياغة الأبنية الكلامية بكافة أحوالها، كما أنه يهتم بأواخر الكلام دون الإهتمام بالإعراب، والمقصود بصياغة الأبنية الكلامية هو الإشتقاق، مثل إشتقاق إسم الفاعل وإسم المكان وغير ذلك.
وأحوال الأبنية تتمثل في حدوث بعض التغيرات التي تحدث للكلمة تحت بعض المفاهيم مثل الإبدال والإدغام في كلمة والإعلال والحذف وإلتقاء ساكنين في كلمة وتخفيف الهمزة والإبتداء وغيرهم الكثير.
أهمية علم الصرف في اللغة العربية
يعد علم الصرف من العلوم الهامة في اللغة العربية لأنه يقوم بحماية اللسان من اللغو أو الخطأ اللفظي الذي قد يحدث عند قراءة كتاب الله عز وجل.
بالإضافة إلى أن متعلم علم الصرف يكون له القدرة على فهم الكثير من العلوم الدينية والسنة المحمدية لقدرته على صياغة كلا من الأسماء والأفعال وقدرته على التوصل إلى المعنى المراد بسهولة ويسر.
كما توجد العديد من المصادر والكتب التي تهتم بدراسة النحو والصرف، والتي أشارت إلى أهمية علم الصرف أكثر من علم النحو، ومن تلك المصادر كتاب (المثل السّائر)، وكتاب (البرهان في علوم القرآن).
لا تفوت فرصة التعرف على: الممنوع من الصرف بالأمثلة
مؤسس عِلم الصرف
يعرف (مُعاذ بن مسلم الهَرَّاء) بأنه أول من وضع قواعد الصرف ومسائله المتعلقة به، وهو من فصل علم الصرف عن باقي علوم اللغة العربية وجعله علما منفصلا قائما بذاته.
ويجب العلم أن (الهَرَّاء) قد تتلمذ على يد (مُعاذ بن جبل) -رضي الله عنه-، وكان تلميذا عند (الدُّؤليّ) أيضا، وقد تتلميد على يديه كلا من (الكسائيّ) و(الفرّاء).
بذلك نكون قد تعرفنا على كلا من علمي النحو والصرف وعلى أهميتهما في اللغة العربية، كما تعرفنا على مؤسس كلا منهما.
محيط ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من محيط