كورونا أوميكرون سيطغى على العالم بأسره خلال 3 إلى 6 أشهر
لا يزال متحور كورونا أوميكرون يثير حالة من الهلع حول العالم، بالرغم من تأكيد الأطباء المتخصصين أن المتحور الجديد يصيب بأعراض خفيفة، خاصة مع تلقي اللقاح المضاد للفيروس المستجد.
واتخذت عدة دول إجراءات احترازية خاصة بتقييد السفر من بعض الدول الإفريقية، بالرغم من تحذير منظمة الصحة العالمية وأمين عام الأمم المتحدة من أن تقييدات السفر لن تجدي ولن تمنع المتحور الجديد من الانتقال وعبور الحدود.
وكانت أول إصابة بأوميكرون، الذي صنّفته منظمة الصحة العالمية بأنه متحوّر “مثير للقلق”، قد رُصد في جنوب إفريقيا.
وعلى الرغم من عدم توفّر بيانات علمية وافية إلى الآن، يُعتقد بناء على نمط تحوّلات المتحوّر، أنّه قادر على الالتفاف، أقله جزئيا، على الوقاية التي توفرها اللقاحات الحالية، وأنه قد يكون أكثر قدرة على التفشي من المتحوّر دلتا السائد في العالم حاليا.
تعبيرية
من جهتها، قالت ليونغ هو نام، طبيبة متخصصة في الأمراض المعدية في سنغافورة، إنه من المرجح أن “يطغى أوميكرون المتغير الجديد لفيروس كوفيد-19 على العالم بأسره” في فترة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، وإنه يمكن تطوير اللقاحات ضد السلالة الجديدة بسرعة، بحسب ما نقله موقع قناة “سي إن بي سي” CNBC الأميركية.
قلق عالمي
وأثار ظهور وانتشار المتحور الجديد قلق العلماء والمسؤولين الحكوميين حول العالم، خاصة وسط الشكوك المتعلقة بقابليته للانتشار بشكل أسهل وأسرع.
وأضافت نام، التي تعمل في مستشفى “ماونت إليزابيث نوفينا”، أن تطوير لقاحات جديدة قد يحتاج لبعض الأشهر لاختبارها معملياً، لإثبات قدرتها على توفير مناعة ضد المتغير.
وقللت الطبيبة المتخصصة في الأمراض المعدية، من أهمية تطوير لقاحات جديدة لمواجهة المتحور الجديد، وتقليل المخاطر جراء احتمالية الإصابة به. أوضحت بالقول: “هي فكرة جيدة، لكنها ليست عملية بصراحة، خصوصاً وأننا لن نكون قادرين على تسريع اللقاحات في الوقت المناسب وبحلول الوقت الذي تأتي فيه اللقاحات، حيث سيُصاب الجميع تقريباً بأوميكرون نظراً لارتفاع معدل العدوى والقابلية للانتقال”.
ومع ذلك، يعتقد بعض الأطباء أن اللقاحات الحالية ستكون قادرة على توفير بعض الحماية ضد البديل الجديد.
“اللقاحات ستصمد”
من جهته، قال سيرا ماداد، الزميل في “مركز بلفر للعلوم والشؤون الدولية”، إن أجسامنا تولد “مجموعة كاملة من الأجسام المضادة المختلفة” استجابة للقاحات، موضحاً أن “لقاحاتنا الحالية ستصمد إلى حد ما، مع هذا البديل الجديد”.
واستشهد ماداد بصحة اعتقاده بقدرة اللقاحات على توفير الحماية ضد المتحور دلتا، قائلاً: “قد يقلل المتحور الجديد من فعالية اللقاح بمقدار درجتين، لكن هذا لم يتضح بعد”.
وتقول “المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها” CDC، عبر موقعها الرسمي إن متغير دلتا هو أشد عدوى من المتغيرات السابقة بنحو الضعف.
وتتعلق أغلب المخاوف بشأن أوميكرون بعدد الطفرات التي يمتلكها، حيث إنه يحتوي على 50 طفرة، 32 منها موجودة في بروتين سبايك Spike، الموجود على سطح فيروس كورونا، الذي تقوم معظم اللقاحات بمحاكاته لإنشاء استجابة مناعية ضد الفيروس.
تعبيرية
أعراض مختلفة عن دلتا
وكانت رئيسة الجمعية الطبية في جنوب إفريقيا ومكتشفة متحور أوميكرون أكدت لـ”العربية” أن الإصابات بالمتحور أعراضها مختلفة عن سلالة دلتا وباقي التحورات، مشددة على أن غير الملقحين أكثر عرضة للإصابة.
وأضافت أن أعراض الإصابة بالمتحور أوميكرون أقوى في حالة غير الملقحين، لافتة إلى أن بيانات المتحور في أجساد المصابين مختلفة.
وأشارت إلى أن “المتحور الجديد مثار قلق بالنسبة لنا”، لكن “الجرعات المعززة من اللقاح تساعد في مواجهة المتحور”. كما توقعت أن تتوافر بيانات أكثر عن أوميكرون المتحور خلال أسبوعين.
وفيات وإصابات كوفيد-19 العالمية
وتسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 5,214,847 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019.
وتأكدت إصابة 262,269,390 شخصا على الأقل بالفيروس منذ ظهوره. وتعافت الغالبية العظمى من المصابين رغم أن البعض استمر في الشعور بالأعراض بعد أسابيع أو حتى أشهر.
وتستند الأرقام إلى التقارير اليومية الصادرة عن السلطات الصحية في كل بلد وتستثني المراجعات اللاحقة من قبل الوكالات الإحصائية التي تشير إلى أعداد وفيات أكبر بكثير.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية، آخذةً بالاعتبار ارتفاع معدل الوفيات المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بكوفيد-19، أن حصيلة الوباء قد تكون أكبر بمرتين أو ثلاث من الحصيلة المعلنة رسمياً.
وتبقى نسبة كبيرة من الحالات الأقل خطورةً أو التي لا تظهر عليها أعراض، غير مكتشفة رغم تكثيف الفحوص في عدد كبير من الدول.
يلفت موقع “المصدر العربي” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره.