ترقب وتغيرات جوهرية… كيف ترى إيران نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق
طهران – سبوتنيك. المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أكد أن ما شهده العراق خلال الانتخابات البرلمانية السابقة هو استمرار للعملية السياسية الديمقراطية في هذا البلد.
© REUTERS / Thaier Al-Sudani
وفي رسالة بعثها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى نظيره العراقي فؤاد حسين، أعتبر عبد اللهيان أن إجراء الانتخابات النيابية الناجحة بهذا الشكل في العراق يعد رمزا لمكانة الديمقراطية في هذا البلد.
الانتخابات انتصار
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، مهدي شكيبايي، أن مجرد إقامة الانتخابات في العراق بأي شكل كان وفوز أي حزب كان وبأي حجم مشاركة كان هو فشل للمخطط الغربي والأمريكي المعد للعراق.
وأضاف شكيبايي، في تصريحه لـ “سبوتنيك” أن “اعتبار إقامة الانتخابات فشل للمخطط الغربي الأمريكي المعد لهذا البلد هو لأن الغرب وأمريكا سعيا لتأخير إقامة هذه الانتخابات، وإقامة الانتخابات في الموعد الذي اختاره العراقيين أنفسهم يعد انتصار للشعب العراقي والمرجعية”.
وتابع أن “الأمريكيين دائما ما يسعون لإظهار أنفسهم مقربين من مذهب معين في العراق ومن أهل السنة خاصة، لكن في المضمون هم يعادون أي مذهب كان ويعادون أي حركة إسلامية من أي دين إسلامي كان وفي المقابل نشاهد أن الحركة التي انتصرت في الانتخابات هي حركة شيعية إسلامية وهذه الحركة تعد أوفى لمحور المقاومة من غيرها”.
وفي هذا السياق، أكد المحلل السياسي وعضو هيئة التدريس بجامعة طهران، محمد صادق كوشكي، أن الانتخابات العراقية كانت مرآة للمجتمع العراقي، حيث أن تعايش الساسة العراقيين وتعامل هؤلاء الساسة مع الشعب العراقي انعكس في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
© AP Photo / Mohammad Ali Marizad
ولفت في حديثه لـ”سبوتنيك” إلى أنه شوهد عزوف الناخبين في المحافظات المركزية العراقية وجنوب العراق عن صناديق الاقتراع، والذين لم يدلوا بأصواتهم ولم يشاركوا في هذه الانتخابات، لأن لديهم يأس من السياسيون والأحزاب والتيارات السياسية الذين تواجدوا في الحكم خلال السنوات الأخيرة.
وقال: “لاحظنا أن التيار الصدري له أرضية شعبية قوية وتقرب من الطبقة الشعبية في البلاد وتعايش دائم بين قياداته والشعب، لذلك حصل على أعلى نسبة مقاعد، وفي المقابل لاحظنا أن هناك تيارات جهادية مثل تيار الفتح أو الحكمة نست وتنسى الترابط والتقرب من الناس وتنسى القاعدة الشعبية ولذلك خسرت في الانتخابات الأخيرة”.
إيران ليس لديها أعداء في العراق
ويرى الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، مهدي شكيبايي، أن “إيران بعنوان دولة شيعية كانت وستكون الركن الحامي للدولة العراقية، وأن أي حكومة تأتي إلى الحكم في العراق تنظر لإيران على أنها الدولة الداعمة معنويا لها، وإيران لا تسعى إلى شيء في العراق سوى أن يصبح العراق دولة إسلامية تحكم نفسها بنفسها وتكون قوية”.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، قال شكيبايي: “ما حصل في الانتخابات الأخيرة هو أن الفريق المقرب من محور المقاومة حصل على أكبر عدد من مقاعد النواب ولذلك إيران تنظر إلى العراق بنظرة الأمل والدعم”.
وأضاف “إيران ليس لها أعداء في العراق لا من الشيعة ولا من السنة ولا من الكرد وما تريده في العراق هو وصول حكومة إسلامية تستطيع إدارة أمور العراق وتقرر مصيره، والجمهورية الإسلامية الإيرانية ليس لديها أي قلق من الفريق الذي سيحكم العراق في الفترة القادمة وليست قلقة على علاقاتها مع العراق بعكس بعض الدول التي تسعى الى التدخل في الشأن العراقي وعلى عكس البروباغندا الإعلامية التي تتحدث عن أن إيران تسعى للتدخل في الشأن العراقي الداخلي”.
كذلك، أوضح المحلل السياسي الإيراني محمد صادق كوشكي، أن الجمهورية الإسلامية قضيتها الأساسية هي إقامة علاقات ثنائية قوية مع الدولة العراقية وفي هذه الدولة يمكن أن تكون هناك تيارات ومجموعات قريبة من إيران ويوم آخر يمكن أن يكون هناك تيارات بعيدة من إيران تحكم”، مضيفا: “ومثال على ذلك فإن دولة السيد مصطفى الكاظمي لم تكن قريبة من إيران ولكن كانت هناك خلال السنتين الماضيتين علاقات أخوية وودية والقضايا العراقية الداخلية هي من مسؤولية الشعب العراقي وطهران ليس لها الحق في التدخل في هذه القضايا”.
ولفت في حديثه لـ “سبوتنيك” أن إيران دائما تسعى لأن يكون لها علاقات أخوية وقوية مع الدولة العراقية وأن تكون هذه العلاقات لمصالح الشعبين العراقي والإيراني.
ويرى المحلل الإيراني، محمد صادق كوشكي أن “التيارات والأحزاب الخاسرة في الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة ينبغي عليها أن تعيد حساباته نحو ترابطها مع القاعدة الشعبية والشعب وأن يستطيعون كشف أسباب الخسارة وينبغي عليهم ترميم علاقاتهم مع الشعب وإحياء قاعدتهم الشعبية التي فقدوها”.
وأظهرت النتائج شبه النهائية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات المستقلة في العراق، أمس الاثنين، تغيرات جوهرية في مستوى المكاسب والخسائر التي حصلت عليها التحالفات والأحزاب المتنافسة في الانتخابات البرلمانية بدورتها الخامسة مما قد يؤدي إلى انعكاس ذلك على العملية السياسية واختيار رئيس الحكومة القادمة.
النتائج النهائية ستعلن بعد حسم الطعون
© REUTERS / Thaier Al-Sudani
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، أعلنت اليوم الثلاثاء، أن نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أعلنت حتى الآن ليست نهائية، وأن النتائج النهائية ستعلن بعد حسم الطعون من قبل القضاء وبعد فرز الأصوات المتبقية.
هذا وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات العراقية المبكرة، التي جرت أول من أمس، حصول التيار الصدري، بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، على نحو 73 مقعدا في البرلمان، و”كتلة تقدم”، بزعامة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، على 38 مقعدا، وائتلاف “دولة القانون”، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي على 37 مقعدا، في البرلمان.
فيما انتقد رئيس تحالف الفتح العراقي، هادي العامري، النتائج الأولية المعلنة للانتخابات النيابية العراقية ووصفها بأنها “مفبركة”، وذلك بعد تراجع كبير لكتلته وحصولها على 14 مقعدا بعدما حصدت 45 في الانتخابات الماضية.
وصوت ملايين العراقيين الأحد الماضي، في الانتخابات البرلمانية المبكرة، لاختيار 329 نائبا وفق قانون انتخابي جديد، وشارك مراقبون دوليون من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في مراقبة العملية الانتخابية.
وتمت الدعوة لهذه الانتخابات التي كانت مقررة عام 2022، بهدف تهدئة غضب الشارع بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي اندلعت في خريف 2019 ضد الفساد وتراجع الخدمات العامة والتدهور الاقتصادي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة SputnikNews ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من SputnikNews ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.