حملة مؤثرين تعيد القحطاني إلى القصر الملكي.. الجارديان تكشف السر – نبض الخليج
بعد ثلاث سنوات من اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، أعاد المؤثرون المؤيدون للحكومة بهدوء تقديم مستشار الديوان الملكي السعودي المتهم بتوجيه الجريمة، سعود القحطاني، كشخصية وطنية خدمت بلاده بشكل جيد.
ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعم القيادة السعودية، في الأشهر الأخيرة، تحية لـ “القحطاني” كبير مساعدي ولي العهد والحاكم الفعلي للسعودية الأمير محمد بن سلمان، في خطوة شوهدت. كما يبشر بعودته التدريجية إلى القصر الملكي.
بدأت سلسلة المنشورات المؤيدة للقحطاني على وسائل التواصل الاجتماعي بالظهور في مايو من هذا العام، من حسابات تدعم الحكومة السعودية.
وازداد تواتر هذه المنشورات في شهري يوليو وأغسطس، واستمرت منذ ذلك الحين.
الجميع يمتدح القحطاني باعتباره “بطل” و “وطني” و “قائد”.
سيف الدولة وأنصارها ورجلها ..
– محمد الشقا (Alshega)
تاريخ عظيم في سن مبكرة، هو معلمنا ويلهم أقلامنا الخضراء حتى في غيابه، فقط ما نعود إلى تاريخه نتعلمه ونتقدم به، قهر الأعداء وترويض البخل، بقلمه يكسر السيوف وعلاماته الهزائم كل الكلمات 🤍
– بشاير الشريدة 🇸🇦 (@ Besha244)
وتضمنت العديد من المنشورات صورًا للقحطاني، فيما أظهر آخرون مقاطع فيديو تظهره مع الأمير بن سلمان.
تحتوي هذه المنشورات على العديد من السمات المميزة لـ “حملة منسقة”، والتي لن تكون ممكنة لمثل هذا الشخص في البيئة الإعلامية الخاضعة للسيطرة المشددة داخل المملكة.
اختفى “القحطاني” عن الأنظار إثر مقتل “خاشقجي” المروع داخل قنصلية المملكة في اسطنبول، في 2 أكتوبر 2018، حادثة صدمت العالم وكادت أن تخرج بن سلمان عن العرش.
القحطاني متهم بالتخطيط لواحدة من أكثر الاغتيالات وحشية في التاريخ الحديث، داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، والتي تم التقاطها بالتفصيل على أجهزة استماع زرعها الأتراك.
وبحسب “الجارديان”، فقد شوهد صديق مقرب لـ “بن سلمان” في الديوان الملكي، وصرح مصدر: “يبدو متوتراً للغاية، ومذعوراً تقريباً … لا يزال يحاول الابتعاد عن الأنظار”.
رمز سعودي مشرف .. خدم بلاده وملكه وولي عهده بأقصى درجات الإخلاص والتفاني .. وله كل حبنا وتقديرنا.
– عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ 🇸🇦 (@ Alshaikh2)
مسؤول خليجي كبير يقول: “لا شك أن القحطاني سيعود .. لكن السؤال هل رحل فعلاً؟”
في حين أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت القيادة السعودية تخطط لإعادة القحطاني علنًا كمساعد لولي العهد، فإن ظهوره من جديد يجب أن يثير تساؤلات من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تهمش بن سلمان واتهمته بإيواء قتلة. شخصيات خاشقجي الرئيسية، بما في ذلك القحطاني، الذي وصفه المسؤولون الأمريكيون بأنه “زعيم عصابة”.
كان مكان وجود القحطاني موضع تكهنات شديدة منذ اختفائه عن الأنظار أواخر عام 2018.
تعتقد كل من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية و MI6 البريطانية أنه كان الشخصية المركزية في المؤامرة التي شهدت مقتل خاشقجي.
يبدو أن مشاهداته المبلغ عنها، والإشارات المتزايدة على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعم محمد بن سلمان، تشير إلى أن المسؤولين يشعرون بالأمان الكافي للمخاطرة بإعادة دمجه في قلب السلطة، وهي خطوة من شبه المؤكد أن تعارضها الولايات المتحدة.
“حتى وهو غائب عن العين فهو حاضر”. المحترمون لديهم أفعال تدفعك إلى تذكرها، ولا شك أن معالي المستشار من الذين نقشوا حبهم في قلب كل شخص حر.
– منذر الشيخ مبارك (@ monther72)
كان القحطاني شخصية محورية في صعود بن سلمان السريع، وساعد في تعزيز سلطته في كل خطوة، لكنه أُعفي من مهامه كمستشار للديوان الملكي بعد اغتيال خاشقجي.
“القحطاني” اختبأ عن الأنظار بعد إعفائه من مهامه، لكن تقارير صحفية غربية ذكرت أن “القحطاني” لا يزال له نفوذ داخل دائرة “بن سلمان” المقربة، وكان على اتصال دائم به.
وأشارت التقارير إلى أن “القحطاني” مازال يصدر توجيهات للإعلام السعودي مثلما كان قبل إعلان إقالته من منصبه السابق.
وفي أواخر عام 2019، أصدرت النيابة العامة السعودية قرارًا ببراءة القحطاني من جريمة الاغتيال، ما جعله يحاول العودة إلى الخطوط الأمامية مرة أخرى.
بعد الحكم الذي انتقدته تركيا ومنظمات حقوقية دولية، بث التلفزيون السعودي الرسمي تقريراً احتفالياً استعرض الشهادات التي حصل عليها “القحطاني” والمواقف التي شغلها، متجاهلاً الأمر الملكي الصادر بإقالته عام 2018. .
وبصرف النظر عن دوره في اغتيال “خاشقجي”، فإن “القحطاني” متهم بالوقوف وراء العديد من جرائم التعذيب ضد الناشطات المعتقلات في السجون السعودية، وتهديدهن بالاغتصاب، وتأسيس الجيش الإلكتروني السعودي (الذباب الإلكتروني). شن حملة تشهير ممنهجة ضد معارضي النظام السعودي على مواقع التواصل الاجتماعي. .