علاج اكتئاب ما بعد الولادة ومراحله الخطيرة وكيفية التعامل معه
علاج اكتئاب ما بعد الولادة، يعتبر هذا النوع من الاكتئاب (Postnatal Depression)، من الحالات النفسية الخطيرة؛ فهو يصيب ما يزيد عن 40% من النساء من مختلف الأعراق والفئات العمرية، وعادة ما تختفي تلك الحالة خلال بضعة أيام، ولكن في بعض الحالات يصبح الأمر شديد الخطورة ومن الأفضل اللجوء إلى تدخل نفسي وطبي في أسرع وقت، فما هي أسبابه وحالاته والفئات الأكثر عرضة له؟ وما هي أنسب الطرق لعلاجه؟ سنعرض لكم إجابة ذلك في السطور التالية ..
إن تجربة الولادة لا شك تجربة مبهجة ولا تنسى، ومن الطبيعي أن يستمر الجهد النفسي والبدني الذي يرافق الولادة خلال الأيام الأولى بعدها، ولكن في بعض الأحيان في الفترة ما بين اليوم الرابع إلى اليوم العاشر من الولادة، قد يظهر تغير شديد في الحالة المزاجية للأم، ويظهر عادة هذا التغير في صورة قلق دائم، وبكاء مستمر، وانفعال مفرط، وغيرها من الحالات المزاجية الأخرى، وتعرف هذه الحالة بـ اكتئاب ما بعد الولادة. تعرفي على أعراض الحمل في الاسبوع الأول.
أولاً: أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
من أكثر المسببات لاكتئاب ما بعد الولادة، هي فكرة عدم تصالح الأم مع تجربة الولادة في كثير من الأحيان، وترك التجربة لأثر سيئ قد يوصلها إلى صدمات نفسية لعدة اسباب :
وذلك بداية من منعها ممارسة حقوقها الطبيعيه، واختياراتها في تجربة الولادة، مرورا بانتهاك جسدها دون إذن، وأحيانا الكذب على الحالة لممارسة تدخلات طبيه غير ضرورية، وصولا في كثير من الأوقات إلى السب أو الضرب. إليكِ السيلوليت أسبابه وعلاجه
- ارتفاع سقف توقعات الأم بشأن الولادة
«كنت أعتقد أنني ما إن أضع مولودي حتى أقوم لممارسة حياتي بشكل طبيعي وسريع كما كنت قبل الولادة»
الجملة السابقة كثيرا ما يسمعها الأطباء من الأمهات اللواتي ولدن طبيعياً، حيث يكون لديهم توقع غير صحيح بشأن الحياة بعد الولادة، وذلك يعود جزء منه إلى سبب الوعي الغير كامل الذي تتلقاه الأم من أشخاص غير مختصين كالاقارب والأصدقاء وغيرهم، أو تهويل طريقة الولادة القيصرية أو الظروف المرتبطة بها، دون توضيح أو إشارة إلى أنه أي كانت طبيعة الولادة فهي مرهقة جدا للأم. إليكِ متى يرى الطفل بعد الولادة
- انعدام المرونة
غالبًا ما تدخل الأم إلى الولادة راسمة تصور لخطة الولادة وطريقتها وتفاصيلها، دون وضع أي احتمالية لتغيير تلك الخطة لأي سبب، ففي حدث هام كالولادة على الأم أن تتمتع بالمرونة، وان تكون مهيئة نفسيا لأي تغير قد يحصل، كما يجب أن تكون متفهمة أن الأولوية لسلامتها وسلامة الطفل قبل كل شئ، وعليها أن تتقبل التغييرات الطارئة.
قد يهمك أفضل ريجيم بعد الولادة القيصرية
هناك أسباب شائعة أخرى كذلك مثل:
- وجود حالة اكتئاب سابقة
- وجود قصور في الغدة الدرقية (Hypothyroidism)
- وجود فرط في الغدة الدرقية (Hyperthyroidism)
ومن المهم معرفة أنه لا توجد علاقة بين اكتئاب ما بعد الولادة و المستوى الثقافي أو البيئي، أو طريقة الولادة، أو جنس المولود، وكون الحمل قد تم التخطيط له مسبقا أو لم يتم. تعرفي على أقوى علامات الحمل بولد
ثانياً: أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
تظهر أعراض اكتئاب ما بعد الولادة في العادة خلال الثلاثة أشهر الأولى بعد الولادة، وعادة ترتبط أعراض هذا النوع من الاكتئاب بانخفاض واضح وملحوظ في مستويات الهرمونات عند الأم، كما يشبه هذا النوع من الاكتئاب في أعراضه وصفاته حالات الاكتئاب الأخرى التي لا تتعلق بالحمل والولادة، وتشمل أعراضه ما يلي:
- تدهور الحالة المزاجية.
- عدم الاكتراث واللامبالاة.
- اضطرابات النوم.
- اضطرابات الشهية.
- زيادة في الانفعالات.
- الإرهاق والخمول.
- انعدام تقدير الذات.
- الشعور بالذنب.
- صعوبة التركيز.
- صعوبة اتخاذ القرارات.
- اضطرابات في الانفعالات.
- الشعور بالملل الشديد.
- الصداع الدائم.
- أفكار سلبية تجاه الطفل المولود.
- ميول انتحارية في الحالات الأكثر شدة.
ثالثاً: مراحله
يجب العلم أن اكتئاب ما بعد الولادة هو أمر شديد الخطورة ولا يجب الاستهانة به أو اعتباره مجرد مبالغة من الأم، لأن تلك الاستهانة قد تؤدي إلى تفاقم الحالة من مجرد مشاعر سلبية، إلى اكتئاب خطير يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأم والطفل على حدٍ سواء، فاكتئاب ما بعد الحمل له مراحل ثلاث، وهي كما الآتي:
- المرحلة الأولى: تعتبر مرحلة خفيفة، عبارة عن بعض المشاعر السلبية، وليست اكتئاب بالمعنى الحقيقي مثل:
- القلق
- التوتر
- الضيق
- الخوف من الفترة المقبلة
- الخوف من مسؤلية الطفل
- المرحلة الثانية: وهي ما يمكن أن نصفها بالاكتئاب حيث تميل الأم إلى:
- العزلة بشكل كبير.
- الجلوس في غرفة مظلمة لفترات طويلة.
- الأرق الشديد حتى بعد نوم الطفل.
- القلق وهو أكثر ما يميز هذه المرحلة، حيث تشعر الأم بالقلق الشديد المستمر دون معرفة أي سبب لهذا القلق.
- المرحلة الثالثة: وهي تعتبر الأشد خطورة، والتي يتوجب على إثرها التوجه بشكل فوري إلى الطبيب المختص، وتسمى هذه المرحلة بـ “الاضطراب العقلي العاطفي لما بعد الولادة” وكما هو واضح من الاسم فالأم تعاني من:
- عدم معرفة أو تحديد في أي مكان هي الآن.
- عدم إدراك ما يحدث حولها.
- إحساس بصخب شديد يحيط بها.
- التفكير في الانتحار.
- كره شديد للطفل.
- رغبة في التخلص من الطفل.
رابعاً: الفئات الأكثر عرضة للاكتئاب
يوجد مجموعة من الفئات تعتبر هي الأكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وهي كما يلي:
- النساء الأقل من 20 عامًا
- النساء اللواتي لا يتلقين العلاج الطبي بصورة منتظمة. تعرفي على تكثيف الرموش بدون زيوت
- النساء اللواتي لديهن أكثر من 5 أطفال.
- النساء اللواتي لم يتلقين الدعم الكافي من الأهل والمقربين في فترة الحمل .
خامساً: مضاعفاته
من الأثار السيئة لاكتئاب ما بعد الولادة والاستهانة بعلاجه أنه قد يسبب العديد من الأمراض، مثل:
- مرض الذهان (Postpartum psychosis).
- الهوس الاكتئابي (Manic Depressive Psychosis).
- مرض الانفصام العقلي (Schizophrenia).
سادساً: تشخيصه
يتم تشخيص حالة اكتئاب ما بعد الولادة من خلال إجراء محادثة مع الأم، ومحاولة فهم مشاعرها تجاه نفسها وتجاه مولودها، ويستعين الفريق الطبي في ذلك باستبيان لجمع المعلومات المتعلقة بها ومعرفة الكثير من الأمور التي تشير إلى ما يلي:
- أفكار بشأن إيذاء الذات.
- عدم الاكتراث.
- الاكتئاب.
- انعدام القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية.
- الشعور بالقلق والضيق.
- اضطرابات الأداء اليومي داخل المنزل.
- صعوبة التواصل مع الآخرين والبيئة المحيطة بها.
سابعاً: طرق علاجه
يتم علاج حالة اكتئاب ما بعد الولادة عن طريق علاجات الطب النفسي المختلفة، سواء أكانت أدوية أو بعض الإرشادات أو الجلسات، حيث يتم اختيار العلاج المناسب وفقا لعدة أساب مثل الأعراض الجانبية للدواء، وما إذا كانت الأم مرضعة أم لا.
في بعض الأحيان يكون العلاج في المرحلة الأولى والثانية كالتالي:
تعرفي على فوائد فيتامين (د) في الحمل والرضاعة
ولكن في أكثر الأحيان وبخاصة في المرحلة الثالثة يكون العلاج الدوائي ومراجعة لطبيب بصورة مستمرة هو الحل الأنسب.
من الضروري معرفة أن جميع الأدوية المضادة للاكتئاب تنتقل إلى حليب الأم، لذلك يجب أخذ هذه المعلومة بعين الاعتبار.
يجب استشارة طبيب مختص لتحديد نوع الدواء المناسب لحالة الأم.
ينصح بالبدء بتناول نصف الجرعة المصروفة ثم زيادتها بصورة تدريجية، كما يجب الاستمرار في تناول الدواء لمدة لا تقل عن 6 أشهر لتجنب حدوث الاكتئاب مرة أخرى، أما في حال عدم الاستجابة للعلاج خلال تلك المدة، فينصح بالتوجه واستشارة إلى الطبيب النفسي مرة أخرى.
ثامناً: دور الزوج في اكتئاب ما بعد الولادة
من أهم طرق العلاج لاكتئاب ما بعد الولادة والمساهمة فيه، هي إدراك المحيطين بالأم لخطورة حالتها وتوفير الدعم لها، فهم بنسبة 90% مسؤولين عن تطبيق العلاج المطلوب، لأنها في تلك الحالة لا تكون مدركة لأي شئ ولا تستطيع مساعدة نفسها، ومن أكثر الأشخاص المنوطين بهذا الدعم هو الزوج، حيث تعتبر الأم في هذه المرحلة شديدة الهشاشة، وشديدة الحاجة كذلك لدعم الزوج لها، وذلك من خلال:
- توفير الاحتواء والدعم المعنوي لها بصورة كبيرة.
- محاولة اخراجها للتنزه والمشي في أقرب فرصة لذلك بعد الولادة.
- إخبار الأهل والأصدقاء بتجنب مضايقتها لأي سبب. إليكِ أقوى وصفة لعلاج القولون العصبي
- مساعدتها قدر الإمكان في مراعاة الطفل والمنزل.
تاسعاً: الوقاية منه
يمكن الوقاية من الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة حتى لا نضطر إلى العلاج فيما بعد عن طريق تناول دواء من عائلة مثبطات إعادة امتصاص مادة (السيروتونين)، ولكن عليكِ استشارة الطبيب أولاً.
تعرف على ما هو جدري القردة.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا لليوم حول علاج اكتئاب ما بعد الولادة، وأسبابه والوقاية منه.
204