مراجعة فيلم Injustice الكرتوني
هذه مراجعة مسبقة خالية من الحرق لفيلم Injustice، والذي يصدر على أقراص البلوراي و DVD و 4K Ultra HD Blu-ray و Digital HD في 19 أكتوبر.
ليس من الصعب أن نفهم جاذبية سلسلة Injustice: Gods Among Us من DC. حيث قدمت لعبة 2013 الأصلية سيناريو واقع بديل رائع يصاب فيه سوبرمان بالجنون ويصبح الحاكم المستبد للأرض، مما يجبر باتمان على قيادة مقاومة تحت الأرض. وتم توسيع هذه الفرضية بشكل كبير من خلال العديد من قصص Injustice المصورة من DC والجزء الثاني الذي صدر عام 2017. وليس من المستغرب أن نرى السلسلة تتوسع نحو عالم أفلام الرسوم المتحركة. لكن ما يثير الدهشة هو مدى ضعف نقل هذه الفرضية الناجحة إلى التلفاز.
يأتي فيلم Injustice من بطولة جاستن هارتلي (من Smallville) بدور سوبرمان، وآنسون مونت (من Star Trek: Discovery) بدور باتمان. وحقيقة أن الفيلم يتجنب إعادة استخدام الممثلين الصوتيين من الألعاب تدل على حقيقة أنه مبني على السلسلة وليس امتداداً لنفس الاستمرارية. تستمد الحبكة أيضاً بشكل كبير من أعمال المؤلفين توم تايلور وبريان بوكيلاتو، اللذين قاما بتأليف العديد من القصص المصورة التي توضح السنوات الخمس التي سبقت أحداث Injustice: Gods Among Us الأصلية.
يبدأ الفيلم في نفس المكان الذي يبدأ فيه العدد الأول من القصص المصورة، في ذلك اليوم المشؤوم حيث تسبب هجوم جوكر الوحشي على متروبوليس بإرسال سوبرمان الحزين عبر طريق مظلم نحو الاستبداد. لو قلنا لكم بالضبط كم يغطي الفيلم من الفترة الزمنية من السلسلة فسنحرق عليكم، لكن يكفي القول أنه يغطي الكثير. تحاول الخطيئة الأساسية في الفيلم تغطية الكثير مما يجعله يغفل عن التركيز على الشخصيات التي تجعل قصص Injustice المصورة متميزة بالمقام الأول.
إليكم المشكلة التي يعاني منها Injustice: إنه يقدم قصة سلبية بطبيعتها وتتطلب أسلوباً خاصاً بتقديمها. حيث أن كلارك كينت ليس قادراً فقط على الطيران وتحريك الجبال بيديه العاريتين، بل أن هذا البطل المحبوب والمحب للخير بشكل أساسي يمكن أن تتعرض أخلاقياته للتهديد. إنه كون DC بديل، الاختلاف الرئيسي فيه هو أن سوبرمان غير معصوم عن الخطأ. حتى اللعبة الأصلية تكافح لتبرير تطور الحبكة المركزية هذا، لكنها على الأقل تعتمد على القصص المصورة لدعمها. حيث أمضى تايلور وبوسيلاتو سنوات وهما يتابعان السقوط التدريجي لسوبرمان وتذكيرنا بأنه على الأقل بدأ بنوايا حسنة. وخلال هذه السنوات، تضيف هذه الكتب طبقات جديدة مثيرة على جميع الشخصيات الثانوية، بداية من هارلي كوين وبلاك كاناري، ووصولاً إلى جون كونستاتين. حتى يمكن القول أن العدد الأول من Injustice: Year Four Annual هو أفضل قصص Plastic Man مصورة صدرت خلال العقد الماضي.
وذكرنا كل ما سبق لنقول أن قصة Injustice تتطلب مستوى معين من المساحة حتى تتمكن الفرضية من النجاح. فمن دون اتخاذ شخصيات معينة لخيارات منطقية، لن يكون للقصة الصدى المطلوب. يمكن تشبيه فيلم Injustice بنسخة DC من فيلم Civil War من Marvel من هذه الناحية. وهنا حيث يتعثر الفيلم على الفور تقريباً. فلا توجد مساحة كافية لتطوير أي من شخصيات الفيلم. حيث لا يمر سوبرمان بمرحلة تحول كبيرة مع انقلاب عقليته ليصبح شريراً. كما تموت شخصيات رئيسية أو تخرج من الصراع من دون أي ضجة. ويمكن القول أن ووندر وومن كانت الأسوأ بينهم، حيث يصورها الفيلم كمشجعة لا ترحم لقضية سوبرمان الجديدة من دون أي من التعاطف الذي يميز ديانا. وفي محاولة الفيلم المتعجلة جداً لتأسيس القصة وترتيب الأحداث، لا يتمكن أبداً من توليد أي ثقل عاطفي حولهم. ويصبح الفيلم أجوفاً بطريقة لا تحصل أبداً مع الألعاب والقصص المصورة.
وبالتالي ليس من المثير للدهشة أن أكثر المشاهد التي لا تنسى في Injustice هي تلك المشاهد الأقرب إلى المواد المصدر. حيث تظل بعض المشاهد الرئيسية من Injustice: Year One من دون تغيير، وهناك إثارة معينة في رؤيتها تتجسد في وسيلة بصرية جديدة. وفي الوقت نفسه، فإن جميع التغييرات التي أدخلها الفيلم على القصة الثابتة تتضمن التخلص من الشخصيات الرئيسية ونقاط الحبكة من أجل التبسيط. وللأسف لا يتم إضافة أي شيء فعلياً إلى الصيغة، بل تتعرض فقط للإزالة بهدف ضغط وتكثيف ملحمة DC في فيلم مدته 75 دقيقة. صحيح أن العديد من أفلام الرسوم المتحركة من DC قد عانت من هذه الناحية، ولكن لم أشعر أبداً أنه تم التضحية بالكثير خلال تلك العملية. وبغض النظر عن معرفة المُشاهد المسبقة لسلسلة Injustice، إلا أن هذا الفيلم يعاني من شخصيات سطحية مع افتقار للمخاطر العاطفية.
مشاهد القتال المختلفة ديناميكية بشكل مناسب وواسعة النطاق.
هل سيرضي Injustice عشاق DC المهتمين فقط بمشاهدة الأبطال المختلفين وهم يلكمون الأبطال الآخرين؟ يمكن ذلك. حيث أن مشاهد القتال المختلفة ديناميكية بشكل مناسب وواسعة النطاق. إن الفيلم من بعض النواحي أكثر جاذبية من الناحية البصرية مقارنة باللعبة، حيث تم تخفيف الأزياء المبالغ بها وتبسيطها إلى حد ما من أجل فيلم الرسوم المتحركة. ومع ذلك هناك الكثير من اللحظات الأيقونية من المادة المصدر التي لا تحدث. وهنك الكثير من الإمكانات الضائعة عندما يتعلق الأمر بمواجهة “بطل ضد بطل”.
طاقم التمثيل الصوتي هو المجال الوحيد الذي يتفوق فيه الفيلم حقاً. ولقد كانت هناك مخاطرة بالتخلي عن ممثلين مفضلين لدى المعجبين مثل كيفن كونروي وجورج نيوبيرن لصالح ممثلين جدد، لكن هذه المخاطرة تؤتي ثمارها. يقوم هارتلي بعمل جيد بشكل خاص في تمثيل سوبرمان أكثر إرهاقاً، وتحقيق أقصى استفادة من السيناريو المحدود. يعتبر رأس الغول الذي يمثله فاران طاهر من الإيجابيات البارزة غير المتوقعة بالفيلم. حتى مع ممثلين مثل جيليان جاكوبس (هارلي كوين) وكيفن بولاك (جوكر)، اللذان يلتزمان أكثر بأداء يشبه Batman: The Animated Series، فإن النتيجة النهائية فعالة. هذا طاقم موهوب يستحق فيلماً أقوى.
أو مسلسل رسوم متحركة ربما؟ هناك جدال يجب طرحه على أن فيلم Injusticeواحد لن يكون كافياً أبداً، بغض النظر عن مقدار الجدول الزمني الذي يحاول تغطيته. هذه قصة تحتاج إلى صيغة متسلسلة أطول للتألق. لو حصل Injustice على الضوء الأخضر كمسلسل لشبكة HBO Max بدلاً من فيلم على أقراص DVD، فربما كانت الأمور ستكون مختلفة تماماً.
– ترجمة ديما مهنا
يفشل Injustice بالارتقاء إلى مستوى فرضيته الكبيرة. حيث يحاول فيلم الرسوم المتحركة هذا حشر الكثير من المواد المصدر في فيلم واحد، مما يضطره للتضحية بقدر كبير من تطوير الشخصيات ونقاط الحبكة الرئيسية على طول الطريق. والنتيجة هي فيلم يعاني من الفراغ والخلو من العاطفة. أي شخص مهتم بما يحدث عندما يصبح سوبرمان شريراً سيستمتع أكثر بكثير من خلال اللعب باللعبة الأصلية أو قراءة قصص Injustice المصورة.
IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN