النفط أكثر استقرارا… أسعار الطاقة وانعكاستها على الاقتصاد إلى أين؟
وأدى ارتفاع أسعار النفط والغاز إلى قفزة موازية في أسعار الكهرباء إلى مستويات قياسية، في ظل نقص الطاقة في آسيا وأوروبا، الأمر الذي فند أسبابه الخبراء.
© AFP 2021 / Karen Bleier
أزمة عالمية
وكشفت وكالة الطاقة الدولية، الخميس الماضي، في تقريرها الشهري عن توقعاتها للاقتصاد العالمي في ظل أزمة الطاقة الحالية التي تجتاح آسيا وأوروبا.
وأكدت وكالة الطاقة الدولية أنه من المتوقع أن تؤدي أزمة الطاقة العالمية إلى زيادة الطلب على النفط بواقع 500 ألف برميل يوميا، وقد تؤجج التضخم وتبطئ التعافي العالمي من جائحة كوفيد- 19.
وواصلت أسعار النفط في الأسواق العالمية ارتفاعها المتسارع، ونمت الأسعار بنحو 1 في المئة، اليوم الجمعة، ليتجاوز سعر برميل خام برنت القياسي مستوى 85 دولارًا؛ للمرة الأولى منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول .2018
ارتفاع غير مسبوق
من ناحيته قال عايض آل سويدان، الخبير النفطي السعودي، إن الغاز أكثر تأثرًا بالأسعار، حيث ارتفع بنسبة 500%، ومن ثم الفحم بنسبة 300% وأخيرا النفط بنسبة 29%.
وأضاف آل سويدان في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن “النفط هو الأقل تاثراً بهذه التغيرات، نظرا لمساهمة منظمة أوبك باتخاذ قرارات أدت لتوازن السوق العالمي”.
محاور ثلاثة
وأوضح الخبير السعودي أن الأزمة ترتبط بثلاثة محاور رئيسية، هي عدم شراء الدول لكميات كافية في الفترات الماضية، بسبب اعتماد بعض الدول على الطاقات المتجددة، وهو ما تسبب في تراجع وارداتهم من الغاز.
أيضا قلة الاستثمارات التي تم ضخها في قطاع المنبع عالميا، وثالثا التوجه للطاقات المتجددة بشكل غير مدروس وواضح، مما تسبب في انقطاعات عالمية.
النفط أكثر استقرارا
ويرى آل سويدان أن أسعار النفط ستكون أكثر استقرارا في المستقبل، وأكثر وضوحا بسبب اتفاقية “أوبك +” خاصة في ظل المعلومات المتوفرة عن حجم الإمدادات حتى نهاية عام 2022.
وتواجه أسواق الغاز والفحم ضبابية حتى تعبئة المخزون وقرب نهاية فصل الشتاء، بسبب عدم وجود معلومات واضحة أو أطر تحكم العملية، بحسب الخبير النفطي السعودي.
كيف الخروج؟
ويرى الخبير النفطي السعودي أنه للخروج من هذه الأزمة يجب أن تراجع الدول والمنظمات الدولية أطروحاتها الأخيرة بشأن التحول للطاقات النظيفة والعمل على مصادر طاقة متكاملة.
من ناحيته قال الخبير النفطي العراقي حمزة الجواهري، إن التباين يسيطر على المشهد حتى الآن، حيث تشير بعض التوقعات إلى الارتفاع إلى المئة دولار، وتوقعات أخرى تشير إلى ما فوق المئة.
© Sputnik . / Victor Filatov
دور “أوبك”
وأضاف الجواهري في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن “أوبك+ هي التي تقرر متى يتوقف هذا الارتفاع، خاصة أن المخزون لدى الدول الكبرى قارب على النفاذ، وأخرى قد نفذ مخوزونها بالفعل”.
وأوضح أن الكميات المخزنة لدى التجار والمضاربين غير معلومة، وأنهم ينتظرون رحلة صعود الأسعار لبدء بيع المخزن لديهم.
المتغيرات الأخرى التي فرضت نفسها على الساحة تتمثل في فرض حالة التعايش مع وباء كورونا، والعودة إلى إطلاق عجلة الإنتاج بأعلى سرعتها، في المقابل يرى الجواهري، أن منتجي ومطوري الطاقة النظيفة لديهم فرصة للتنافس في أسواق الطاق خلال الفترات المقبلة.
تغير السياسات
ويرى الخبير العراقي أن أحد العوامل الذي يؤثر في المشهد هو احتمالية تغيير السياسات العليا للدول الكبرى، خاصة خاصة إن عجزت عن تسديد فواتير الطاقة، وهو ما يختلف من دولة لأخرى.
كل العوامل السابقة لها الأثر الأكبر على أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، والتي يبدو أنها ستشهد الكثير من المتغيرات.
ويرى الجواهري أن الغاز يواجه تدخلات سياسية من الولايات المتحدة، رغم امتعاض الأوربييون من هذه السياسة.
تهديدات محتملة
في ذات الإطار، قال الخبير النفطي الليبي، علي الفارسي، إن ارتفاع الأسعار يشجع الدول لطلب رفع إنتاجها، ما يهدد استقرار أسعار النفط والتوازن بين الطلب والعرض على المدى الطويل.
وأضاف الفارسي في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن أي اختلال للتوزان بين الطلب والعرض سيكون لصالح المستهلكين، ويدعم انخفاض الأسعار فيما بعد.
ويتفق الفارسي بشأن احتمالية ارتفاع الأسعار نحو 100 دولار، إلا أن الأمر يرتبط بالتوافق بين أعضاء “أوبك +”، وفي حال الارتفاع سيكون في الغالب خلال العام 2022.
© REUTERS / Brendan McDermid
الأسعار اليوم
وبحسب بيانات التداول، اليوم الجمعة، فإنه، اعتبارا من الساعة 10:51 بتوقيت موسكو، ارتفعت أسعار العقود الآجل لخام برنت، لشهر كانون الأول/ديسمبر المقبل، بنسبة 1.21 في المئة؛ حيث بلغ سعر البرميل 85.02 دولارا.
وبلغ سعر العقود الآجلة، لشهر تشرين الثاني/نوفمبر، لخام غرب تكساس الوسيط 82.22 دولارا للبرميل، بزيادة قدرها 1.12 في المئة.
وكانت أسعار النفط ارتفعت، صباح اليوم، بنسبة تتراوح بين 0.7 في المئة و0.8 في المئة، في المتوسط.
SputnikNews ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من SputnikNews