ماذا يعني قرار أوبك بلس خفض الإنتاج مليوني برميل يوميا؟.. خبراء يوضحون التأثير
كشف خبراء ومحللون في مقابلات خاصة مع قناة “العربية”، عن حجم التخفيضات الحقيقية لإنتاج النفط بعد قرار أوبك بلس الأخير.
واتفق أعضاء أوبك+، في ختام اجتماعهم اليوم الأربعاء، على خفض الإنتاج بواقع مليوني برميل يومياً في نوفمبر.
وقال يوسف الشمري الرئيس التنفيذي لـCMarkits لندن، إن التخفيضات الحقيقية ستكون بين مليون إلى 1.1 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى نصيب السعودية والإمارات والكويت من التخفيض حوالي 800 ألف برميل.
وذكر الشمري في مقابلة مع “العربية”، أن الدول الخليجية الثلاثة يمكن الاعتماد عليها لتحمل أكبر حجم من التخفيضات، لأنه ثبت التزامها بنسبة 100% خلال الأشهر السابقة.
وتوقع أن تكون هناك خطوات لاحقة في ظل عدم وضوح الرؤية العالمية إذا حدثت تطورات اقتصادية خصوصا فيما يحدث في الصين، وتوقعات الركود في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
موازنة السوق
من جانبه، قال رئيس مركز كوروم للدراسات الاستراتيجية، طارق الرفاعي، إن قرار أوبك بلس اليوم “إيجابي” وسط محاولة موازنة بين العرض والطلب.
وأضاف الرفاعي في مقابلة مع “العربية”، أن التباطؤ الاقتصادي في الصين والدول الأخرى المتقدمة يشير إلى هبوط الطلب على النفط، لذلك فإن القرار سينعكس على دعم أسعار النفط.
قرار سليم
ومن جانبه؛ قال خبير نفطي فهد بن جمعة، إن قرار أوبك بلس “سليم” ورسالة واضحة لأسواق النفط بأن التحالف يراقب السوق ويدرسها.
وأضاف بن جمعة، أن القرار سيحافظ على استقرار الأسواق، مشيرا إلى أن مستوى التخفيض وإن وصل إلى 900 ألف برميل فإن ذلك سيكون أيضا جيدا.
وأوضح أن قرارات أوبك بلس استباقية كما تحدث وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، ولكن هذه هي الخطوة الأولى للحفاظ على استقرار الأسعار.
وفي سياق متصل؛ قال مستشار طاقة في Hawk Energy، خالد العوضي، إن أسعار النفط صعدت بدعم من قرار أوبك بلس، وتم تداول خام برنت بالقرب من مستوى 94 دولارا.
وكشف العوضي في لقائه مع “العربية”، إلى أن هناك حاجة لخلق توازن بين الطلب والعرض، مضيفا أن أوبك بلس تعمل على تصحيح الخلل الموجود في الأسعار بعد هبوطها بقوة.
وتابع: “لولا قرار أوبك بلس اليوم لكان من الممكن أن نرى أسعار النفط تتداول قرب مستوى 50 دولارا للبرميل.. وهذا غير مقبول في ظل تضخم مرتفع واحتمال ركود اقتصادي في العالم”.
وخلال المؤتمر الصحفي لأوبك بلس وردا على سؤال “العربية”، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن الصناعات والمستهلكين الكبار يحجمون عن اللجوء إلى السوق النفطية الورقية لأنها مكلفة وعرضة للمضاربة والتلاعبات.
“أوبك بلس ستبقى كقوة أساسية لاستقرار الاقتصاد العالمي، حجم حالة عدم اليقين التي نمر بها حاليا غير مسبوقة. الوضع الحالي يصعب على المستهلكين الكبار اللجوء للسوق الورقية”، بحسب وزير الطاقة السعودي.
وبشأن تأثير قرارات البنوك المركزية على الطلب، قال الأمير عبدالعزيز “لا نعلم تداعيات سياسات مكافحة التضخم على الطلب العالمي”.
ولفت وزير الطاقة السعودي لضرورة اليقظة، وقال “علينا توخي الحذر وبقاءنا صادقين حيال قدرتنا على توقع المستقبل”.