من العجز إلى التمكين.. قصة ملهمة لشاب في معرض كتاب الرياض
لم تكن الإصابة سبباً لليأس ولا للإحباط لدى الشاب أنس التركي الذي برز في منصات التوقيع، لتوقيع كتابه الذي يحمل عنوان “ثق بالله” بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2022، الذي يقام في واجهة الرياض.
وبدأت قصة التركي في عام 2013 عندما تعرض لحادث بعد ركوبه الدباب البحري الذي نتج عنه إصابة في الحبل الشوكي، أفقدته القدرة على المشي والحركة بين ليلة وضحاها، فلم يستطع حينها سوى تحريك عينيه وشفتيه دون القدرة على التحدث ولكن لم تقف أمام إصراره بوجوده على قيد الحياة، لديه همة عالية وقوة في الإيمان والإرادة، فقد بدأ قصته الملهمة مع إعادة التأهيل والعلاج وخَلق طُرق للتواصل البديل، لينتقل من مرحلة العجز إلى مرحلة التمكين.
الشاب أنس التركي
ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية “واس”، تطور التركي وأصبح يعبِّر رويداً رويداً بملامح وجهه ويستخدم يده ليترجم مشاعره مبتكراً لغة خاصة به، وبمساعدة والدته تقدم دراسياً وهو الآن طالب ومبرمج في مجال تقنية المعلومات في الجامعة، متميزاً بين أبناء جيله حافظاً للقرآن كاملاً ومجيداً للغتين الإنجليزية والعربية وكاتباً ملهماً.
وساعد والدته في برمجة وتطوير تطبيق إلكتروني باسم “المتحدث العربي الذكي”، الذي بإمكانه أن يتكلم بذكاء ويحتوي على الكثير من الميزات مثل حفظ عبارة أو صورة يتم النقر عليها للتحدث، ويمكنه أن يتنبأ بالذي سيقوله المستخدم من خلال الذكاء الاصطناعي، ليكون هذا التطبيق وقفاً تقنياً خيرياً يمكن تنزيله على الأجهزة الذكية، يسهم في تمكين ذوي الإعاقة وأطفال التوحد وكبار السن من التعبير والتحدث عن طريقه، كما أسهم مع والدته في تأسيس جمعية خيرية باسم “جمعية تواصل للتقنيات المساعدة لذوى الإعاقة”، وهي مصرحة من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وبإشراف فني من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات تُعنى بتقديم التقنيات المساندة لذوي الإعاقة وتمكينهم من الإنتاج والإبداع.
عقبات وتحديات
وفي حديث خاص لـ”واس” مع والدته ذكرت أن ابنها مر بعقبات وتحديات كبيرة في العلاج والتأهيل، ولكن ثقته بالله كبيرة وإصراره القوي، إضافة إلى الدعم والتسهيلات الكبيرة التي قدمتها المملكة تمكن أنس من تأليف كتابه الذي يسرد فيه قصته، وعمل على كتابته من خلال التقنيات المساعدة كالنظارة والجهاز اللوحي وإرسال المحتوى إلى دار النشر لطباعته، ليبث رسالته السامية أن الحياة لا تقف على مشكلة ما، وعلى كل شخص أن يكون واثقاً بالله تعالى ويعمل على ما لديه من إمكانات في سبيل تحقيق أحلامه وطموحاته، وأضافت أن عصر الرقمنة التي تشهدها المملكة اليوم يعد تطوراً كبيراً وجزءاً من تحقيق رؤية المملكة 2030.