اقتصادات آسيا تستعد لموجة هروب رؤوس الأموال
حذر صندوق النقد الدولي من أن أكبر التحديات الاقتصادية التي تواجه آسيا، ستكون ارتفاع الديون وهروب رؤوس الأموال مع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة.
وتأتي هذه التحذيرات الجديدة في الوقت الذي قلص فيه صندوق النقد توقعاته للنمو العالمي في آخر توقعاته الاقتصادية هذا الأسبوع.
وقالت نائبة مدير إدارة آسيا والمحيط الهادي في صندوق النقد الدولي، آن ماري جولدي، إن الديون في آسيا ارتفعت، بحسب ما نقلت عنها شبكة “سي إن بي سي” الأميركية.
وأضافت جولدي، أن “ديون القطاع الخاص ارتفعت منذ الأزمة المالية العالمية، لكن بعد ذلك منذ انتشار فيروس كورونا، ارتفعت ديون القطاع العام، لذا فإن أي شيء يحرك أسعار الفائدة العالمية يوفر رياحاً معاكسة إضافية للاقتصادات الآسيوية”.
وتابعت: “لقد شهدنا زيادة في تدفقات رأس المال، والذهاب إلى المستويات التي رأيناها آخر مرة في وقت نوبة الغضب التدريجي، وبالتأكيد أي شيء يزيد من معدلات الفائدة سيمر عبر هذه القناة وسيكون له تأثير على تكاليف الاقتراض في آسيا”، مضيفة: “إنه مصدر قلق مهم للغاية لدينا”.
وكانت نوبة الغضب التي تشير إليها جولدي، حدثت في عام 2013 عندما رد المستثمرون على خطط الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لتخفيف التيسير الكمي عن طريق بيع السندات بسرعة، ما أدى إلى انخفاض الأسعار في ذلك الحين.
وحذر صندوق النقد من أن أزمة الديون كانت سائدة في العديد من البلدان في آسيا، وقال إن البلدان التي انخفضت قيمة عملاتها مقابل الدولار الأميركي قد تعاني من أزمة تكلفة معيشية أعمق.
وعلى سبيل المثال، يحوم الدولار الأميركي بالقرب من أعلى مستوى له في 24 عاماً مقابل الين الياباني.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يتباطأ النمو العالمي إلى 2.7% في عام 2023، أي أقل بمقدار 0.2 نقطة مئوية عن توقعاته التي اعلنها في يوليو الماضي.
وفي آسيا، خفضت أيضاً توقعات النمو للصين إلى 4.4%، بانخفاض 0.2 نقطة مئوية عن توقعات يوليو، كما قلص الصندوق أرقام النمو لمجموعة (ASEAN-5) التي تضم إندونيسيا وماليزيا والفلبين وتايلاند وفيتنام بنفس المقدار إلى 4.9%.
وعندما سئلت عما إذا كانت أزمة السندات في بريطانيا ستسبب تأثيراً على الاقتصادات الآسيوية، قالت جولدي، إن “أزمة السندات في بريطانيا سيكون لها تأثير محدود على الأسواق الآسيوية على الرغم من أن أي شيء يتسبب في اضطراب الأسواق المالية سيجد طريقه لإزعاج الاقتصادات الأخرى”.
ولفتت إلى أن “استثمار صندوق المعاشات التقاعدية في آسيا أقل مما كان عليه”، قائلة: “ما أود التأكيد عليه هو أن أي شيء يتسبب في اضطراب الأسواق المالية سيجد طريقة وقناة انتقال”.
وأضافت: “بالتأكيد لا نعرف جميع القنوات، لكنها بالتأكيد ليست أخباراً جيدة لبلداننا في آسيا كما هي على مستوى العالم”.