المرشحون لخلافة تراس في بريطانيا.. أقواهم رجل اقتصاد بارع
طفت على السطح جملة من الأسماء المرشحة لخلافة رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس فور إعلان استقالتها من منصبها، اليوم الخميس، وذلك في انتظار أن يحسم حزب المحافظين الحاكم خياراته عبر الانتخابات الداخلية المقرر أن تجرى خلال الأيام القليلة المقبلة، والتي ستنتهي إلى رئيس جديد للحزب والحكومة خلفاً لتراس التي تستقيل وسط أزمة اقتصادية خانقة تعصف بالبلاد.
وجاءت استقالة تراس بعد فترة وجيزة على إقالة وزير المالية كواسي كوارتنج الذي أطيح به بعد 38 يوماً فقط على وصوله إلى منصبه، وذلك بسبب الخطة الاقتصادية التي تسببت بفوضى كبيرة في الأوساط المالية والاقتصادية، وكانت تلك الخطة هي أول قراراته فور توليه زمام منصبه، فيما تراجعت عنها الحكومة لاحقاً.
وتأتي استقالة ليز تراس بعد شهرين فقط على فوزها بانتخابات حزب المحافظين الداخلية وتوليها منصبها خلفاً لرئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، لتسجل تراس بذلك واحدة من أقصر المدد التي يشهدها مكتب “تن داوننغ ستريت”، أي أنها واحدة من أقصر المدد وربما تكون الأقصر على الإطلاق لرئيس وزراء في بريطانيا.
وبحسب تحليل نشرته جريدة “الغارديان” البريطانية، مساء الخميس واطلعت عليه “العربية.نت”، فإن أقوى المرشحين لخلافة تراس هو وزير المالية الأسبق ريشي سوناك، الذي كان قد تنافس مع تراس على منصب رئاسة الحكومة قبل شهرين لكنها تغلبت عليه، فيما يعود إلى الواجهة مجدداً الآن بعد استقالتها من منصبها على وقع الأزمة الاقتصادية.
ويُعتبر سوناك أحد رجال الاقتصاد البارعين والمعروفين في بريطانيا، وكان قد تصدّر استطلاع النواب في الصيف إلا أنه عند التصويت فشل في الحصول على الأصوات اللازمة ليصبح رئيساً للوزراء.
وبحسب تقرير لجريدة “ديلي تلغراف” نشرته على موقعها الإلكتروني، مساء الخميس، واطلعت عليه “العربية.نت” فإن الاعتقاد السائد في الأوساط السياسية والاقتصادية هو أن سوناك هو الذي قاد المعركة التي انتهت باستقالة تراس وأطاح بها من منصبها في الحكومة والحزب معاً.
وانتعشت الأسواق على وقع الأنباء التي تتحدث عن تصدر سوناك المشهد في أعقاب رحيل تراس، وذلك بسبب رفضه الشديد سابقاً للخطة الاقتصادية وانتقاده العلني لها.
وكان سوناك حذر تراس مراراً وتكراراً من الإفراط في إدخال التخفيضات الضريبية، وأثبت الاضطراب اللاحق في السوق أنه كان على حق، وأن لديه بصيرة جيدة وأنه رجل اقتصادي ضليع.
وتقول “الغارديان” إنه قد يُنظر إلى سوناك على أنه “صوت الكفاءة التكنوقراطية الهادئة، لكن العديد من نواب حزب المحافظين يشككون به، في حين أن ثروته الهائلة وموقعه كشخص استخدمت عائلته أساليب ملتوية لتقليل ضرائبهم يمكن أن يثبت أنه هدية للعمل في الأوقات الاقتصادية الصعبة”.
وتقول “الغارديان” إن رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون هو أيضاً أحد أقوى المرشحين لخلافة تراس، وهو الرجل القوي الذي قاد عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتوصل إلى اتفاق معقول من أجل الخروج.
أما المرشح الثالث لهذا المنصب فهي بيني موردونت، وهي وزيرة الدفاع السابقة التي أمضت وقتها في حكومة تراس من الداخل، كقائدة لمجلس العموم، لكنها كانت معزولة عن معظم القرارات المثيرة للجدل وقادرة على استعراض مواهبها من حين لآخر، كما فعلت الأسبوع الماضي عندما وقفت لتراس للإجابة على سؤال عاجل، بحسب ما تقول “الغارديان”.
ومن المرجح أن تكون موردونت خياراً مفضلاً لدى العديد من نواب حزب المحافظين، بحسب تحليل الصحيفة البريطانية.