تأثير نوبات الهلع على الجسم.. طرق الوقاية من نوبات الهلع
تأثير نوبات الهلع على الجسم، حيث تعرف نوبات الهلع بأنها نوبة مفاجئة من الخوف الشديد التي تحفز الكثير من ردود الأفعال الجسدية دون وجود خطر حقيقي أو سبب لذلك، ويمكن أن تكون هذه النوبات مخيفة للشخص الذي يصاب بها فقد ويعتقد بأنه يصاب بنوبة قلبية أو بأنه يموت.
يصاب العديد من الأشخاص بنوبات هلع مرة أو مرتين خلال حياتهم، وفي الغالب ما تزول المشكلة بانتهاء الأزمة التي أدت إلي حدوث ذلك، بينما إذا حدث تكرار نوبات الهلع بشكل مفاجئ وقضيت فترات طويلة في خوف من حدوث نوبة أخرى فيسمى هذا باضطراب الهلع (Panic disorder).
تأثير نوبات الهلع على الجسم
علي الرغم من أن نوبات الهلع لا تهدد الحياة ولكنها تؤثر على جودة الحياة، كما أنها قد تؤثر على الصحة الجسدية للفرد، وفي الآتي نذكر أهم النقاط لتأثير نوبات الهلع على الجسم:
1-تأثير نوبات الهلع على الجهاز التنفسي
عندما تحدث نوبة هلع تصبح طريقة التنفس سريعة وسطحية بدلاً من أخذ نفس كامل يملئ الرئة، وبالتالي يزيد معدل التنفس مما يؤدي إلى خفض معدل ثاني أكسيد الكربون في الدم، وتعرف تلك الحالة بفرط التهوية .(Hyperventilation)
ولحالة فرط التهوية الكثير من التأثيرات على الجسم، منها: ألم في الصدر، وخدران، وتنميل، وجفاف الفم، ودوار، والشعور بالضعف، والتشوش.
2-تأثير نوبات الهلع على القلب والأوعية الدموية
قد تبين أن النساء اللاتي يتعرضن لنوبة هلع واحدة على الأقل هن أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية وكذلك السكتات الدماغية، كما تبين أن نوبات الهلع على المدى البعيد ذات تأثيرات سلبيه على جهاز الدوران ويمكن أن تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب.
إذ تزيد نوبات الهلع من معدل نبضات القلب وتدفق الدم للعضلات نظراً للتدفق العالي لهرمون الأدرينالين بمجرى الدم، ولتحقيق هذه الزيادة بتدفق الدم تقوم الأوعية الدموية بالانقباض، مما يعمل ذلك على رفع درجة حرارة الجسم.
وللتخفيف من درجة الحرارة يعمل الجسم علي إفراز العرق، ويمكن أن تكون هذه الآلية في بعض الأحيان فعالة للغاية فتؤدي لشعور الفرد بالبرد.
3-تأثير نوبات الهلع على جهاز المناعة
يقوم جهاز المناعة بحماية الجسم من العدوى الفيروسية أو البكتيرية التي قد يتعرض لها، وتوجد بعض الأدلة على أن نوبات الهلع المتكررة بكثرة يمكن أن تضعف الجهاز المناعي للفرد.
إذ أن نوبات الهلع تسبب التوتر، ونتيجة لحدوث التوتر سيقوم الجسم بإفراز هرمون التوتر المعروف بهرمون الكورتيزول، والذي يعمل على إضعاف بعض الأجسام المضادة بالجسم، مثل: خلايا الدم البيضاء، والخلايا الليمفاوية التائية (T-cells) مما يقوم بإضعاف جهاز المناعة.
وبذلك يصبح الجسم أضعف في مقاومة الجراثيم إذا أصابته وقد يكون التعافي أصعب.
4-تأثير نوبات الهلع على الجهاز الهضمي
هناك الكثير من الآثار لنوبات الهلع والتوتر على الهضم، وفي الآتي تأثير نوبات الهلع على القناة الهضمية:
– قد لا تبدأ مشكلات الجهاز الهضمي في المعدة إنما تبدأ في الدماغ، وعند حدوث نوبة الهلع يزيد الإحساس بوجود الخطر، فسوف يتم تحفيز استجابة تسمى الكر والفر والتي تساعد على الهروب من الخطر.
– قد تحتاج هذه الاستجابة إلي الكثير من موارد الدماغ التي تعد محدودة. لذلك يقوم الدماغ بتعويض ذلك عن طريق إبطاء العضلات غير الضرورية في هذا الوقت، مثل: العضلات المعنية بالهضم.
– تقوم نوبات الهلع بخفض الناقلات العصبية والتي تدعي السيروتونين التي تؤثر على المزاج. كما تلعب دوراً في إرسال إشارات للقناة الهضمية. ونتيجة خفض السيروتونين من الممكن أن تحدث مشاكل في الهضم.
– تبين أن التوتر يمكن أن يكون مرتبطاً في العديد من أمراض الجهاز الهضمي، ومنها: متلازمة القولون العصبي.
5-تأثير نوبات الهلع على المدى البعيد
يمكن أن يحمل التوتر والهلع الكثير من الآثار على المدى البعيد، مثل:
– الاكتئاب.
– مشكلات في الهضم.
– حالات ألم مزمن.
– الأرق.
– مشكلات في الدراسة أو العمل أو أيضاً الحياة الاجتماعية.
– وجود أفكار انتحارية.
– اضطراب وتعاطي المواد المخدرة.
الوقاية من نوبات الهلع
تبعاً لتأثير نوبات الهلع على الجسم سلباً فمن الأفضل محاولة الوقاية من حدوثها. وفي الآتي بعض التوصيات التي يمكن أن تساعد على ذلك:
– حاول الحصول على علاج لتجنب تكرار حدوثها.
– التزم بخطة العلاج.
– مارس الأنشطة البدنية بانتظام وذلك لدورها في تخفيف حدة القلق.
وبذلك نكون قد وصلنا إلي نهاية هذا المقال والذي كان بعنوان (نوبات الهلع: تأثيرها على الجسم). حيث قمنا بالتعرف علي تأثير نوبات الهلع على الجسم. ثم أنتقلنا بالحديث حول الوقاية من نوبات الهلع.