ما هو علم التشفير أو التعمية، تاريخه وبداياته ومعلومات مهمة عنه
يحمي تشفير الملفات الملفات الفردية أو أنظمة الملفات عن طريق تشفيرها بمفتاح معين ، مما يجعلها متاحة فقط لحامل المفاتيح. الهدف هو منع الأطراف الخبيثة أو غير المصرح لها من الوصول إلى الملفات المخزنة على القرص. يمكن تضمين دعم تشفير الملفات في نظام التشغيل أو نظام الملفات. يسمح مفتاح فك التشفير بالوصول إلى الملفات الحساسة. يعد تشفير الملفات مفيدا إذا احتاج المستخدم إلى إرسال الملفات الفردية بأمان عبر الإنترنت أو تخزينها على جهاز قابل للإزالة مثل محرك أقراص USB. يُشار أحيانا إلى ملف قيد النقل على أنه بيانات قيد الحركة.
التشفير وتشفير الملفات:
يتخذ التشفير ، وهو ممارسة تشفير وفك تشفير البيانات الحساسة ، شكلين: التشفير باستخدام المفتاح العام والتشفير بالمفتاح المتناظر. يستخدم التشفير باستخدام المفتاح العام مفتاح تشفير عام معروف بشكل عام ، مما يسمح لأي شخص لديه المفتاح العام بتشفير البيانات. ومع ذلك ، يمكن فقط للمستخدمين الذين لديهم المفتاح الخاص فك تشفير البيانات ، مما ينتج أمانا أكبر. يستخدم التشفير بالمفتاح المتناظر مفتاحا واحدا للتشفير وفك التشفير.
من ناحية أخرى ، يؤمن التشفير الكامل للقرص القرص أو محرك الأقراص بالكامل ولكنه لا يقوم بتشفير الملفات الفردية داخل القرص. من الحكمة استخدام تشفير الملفات والتشفير الكامل للقرص في وقت واحد لمزيد من الأمان ، بحيث تتم حماية كل من محرك الأقراص الثابتة وملفاتك الفردية.
تقوم بعض الشركات بتشفير بياناتها الحساسة في السحابة ، لكنها تمثل الأقلية. يمكن أن يكون تخزين الملفات المشفرة في التطبيقات السحابية أكثر تعقيدا. ومع ذلك ، يعتقد متخصصو تكنولوجيا المعلومات أن السحابة ستصبح أكثر أهمية ، مما قد يعني المزيد من تخزين الملفات المشفرة في التطبيقات السحابية.
ما هو التشفير؟
يحمي التشفير محتويات الملف من قراءتها بواسطة أي شخص ليس لديه مفتاح التشفير. عند تشفير مستند أو ملف ، ستحتاج عادة إلى توفير مفتاح تشفير في شكل كلمة مرور أو عبارة مرور ، والتي تُستخدم بعد ذلك لتحويل محتويات المستند بطريقة تجعل المستند غير قابل للقراءة. سيحتاج المستند المشفر إلى إدخال كلمة المرور قبل فتحه.
هام: بمجرد تشفير المستند ، لا يمكنك فتحه بدون كلمة المرور. ضع في اعتبارك أنه قد تمر سنوات قبل أن تكون هناك حاجة إلى الملف ، وإذا تم نسيان كلمة المرور ، فإن الملف لا قيمة له. لا تعتمد على ذاكرتك. تأكد من تخزين كلمات المرور في مكان ما بأمان قبل تشفير المعلومات المهمة.
هام: إذا قمت بتشفير ملف ، فقم بإرفاقه برسالة بريد إلكتروني وإرساله إلى المستلم ، فلا ترسل كلمة المرور عبر البريد الإلكتروني ، سواء في نفس الرسالة أو في رسالة منفصلة. بدلاً من ذلك ، أرسل كلمة المرور باستخدام وسيلة اتصال أخرى ، مثل مكالمة هاتفية أو رسالة نصية.
العرب والتشفير:
أنظمة التشفير وعلم التعمية عند العرب:
أنظمة التشفير وبداياته : منذ اليوم الذي تم فيه اختراع الكتابة، ظهر أشخاص يحاولون دائما إرسال رسائل سرية، وقديما إذا كنت تريد إرسال رسائل سرية فهناك خيارات محدودة.
وكان الحل الذي اخترعه عدد من الشعوب هو تشفير الكتابة، بأن يتم تحويل الرسالة المكتوبة إلى أحرف مثل الطلاسم، لا يفهمها إلا الشخص المطلوب.
وفي الدول العملاقة التي تتقن فيها اللغات والمعلومات الرياضية القوية، يكون التشفير مبني على أسس وقواعد رياضية ولغوية.
وللتبسيط فعندما نريد التشفير على الإنترنت عن طريق إرسال رسالة أو إيميل، على نوع من الكمبيوترات، تكون قد استخدمت نوع من أنواع التشفير.
وعلامة القفل الموجودة في صفحة التصفح قرب اللينك، تعني أنك ترسل وتستقبل المعلومات بشكل مشفر، والمفروض أن لا يراه أحد.
حيث كان من أحد الأسباب الرئيسية للتعامل مع الكمبيوترات هي التعامل مع الرسائل المشفرة، في أوقات الحروب، والتشفير مهم في الحياة الرقمية، مثل قفل الباب المهم في الحياة العادية.
اختراع أنظمة التشفير:
انتشر التشفير بشكل أكبر مع تطور العرب، حيث أن العرب فيما بعد أبدعوا في علم التشفير، وذلك بسبب حب اللغة وتطور الرياضيات والأوضاع السياسية.
ولكن لسبب ما ظهر العرب بشكل مبهر أكثر من غيرهم بهذا الموضوع، وتركوا بصمتهم فيه، وكلمة التشفير المتداولة اليوم encipher و cipher و ciphering هي من كلمة صفر في اللغة العربية.
يقال أن الغرب لم يعرفوا قيمة الصفر، ولم يكن موجودا في الأعداد والحسابات، وعند الإحتكاك مع العرب، تعلموا منهم الرياضيات وعرفوا الصفر.
ولأن الصفر ليس له قيمة رقمية، فكان استخدامه في الغرب مرتبط بالأمور الغامضة، لهذا فإن كلمة cipher أصلها عربي.
مصطلح التعمية:
استعمل العرب هذا المصطلح كناية عن عملية تحويل نص واضح إلى نص غير مفهوم باستعمال طريقة محددة، يستطيع من يفهمها أن يعود ويفهم النص. غير أن في الوقت الحالي كثر استعمال مصطلح التشفير.
التعمية هي الإخفاء، ومنه تعمية الأخبار عن العدو أي إخفاؤها. وجاء في لسان العرب: “وعَمِيَ عليه الأَمْرُ: الْتَبَس؛ ومنه قوله تعالى: (فعَمِيَتْ عليهمُ الأَنباء يومئذٍ). والتَّعْمِيَةُ: أَنْ تُعَمِّيَ على الإِنسان شيئا فتُلَبِّسَه عليه تلْبيسا. وفي حديث الهجرة: “لأُعَمِّيَنَّ على مَنْ وَرائي، من التَّعْمِية والإِخْفاء والتَّلْبِيسِ، حتى لا يَتبعَكُما أَحدٌ.” وفي معجم الرائد: عمى الكلام تعمية أي أخفاه.
وكان العرب هم أول من درس هذه المادة منهجيا وسموه “علم استخراج المعمى”، ودونوا فيهما مصنفات مستقلة في غاية الأهمية منذ القرن الثالث الهجري. ويبدو أن الخليل بن أحمد الفراهيدي هو أول من كتب في هذا الشأن فقد نسب له الزبيدي في “طبقات النحويين واللغويين كتابا في المعمى، وليعقوب بن إسحق الكندي مؤلف شهير هو “رسالة في استخراج المعمى” حققه مجمع اللغة العربية في دمشق”.
يقول الباحث الأمريكي ديفيد كهن D.Kahn، كبير مؤرخي هذا العلم في العصر الحاضر، في كتابه «مفكِّكو الرموز» The Code Breakers مستعرضا كل الحضارات حتى القرن السابع الميلادي: «… فإنه لا يوجد شيء من علم استخراج المُعَمَّى. ومن ثم فإن علم التعمية الذي يشمل التعمية واستخراج المُعَمَّى لم يولد حتى هذا التاريخ (القرن السابع الميلادي) في جميع الحضارات التي استعرضناها ومنها الحضارة الغربية. لقد ولد علم التعمية بشقيه بين العرب، فهم أول من اكتشف طرائق استخراج المُعَمَّى وكتبها ودونها. إن هذه الأمة التي خرجت من الجزيرة العربية في القرن السابع (الميلادي)، وانتشرت فوق مساحات شاسعة من العالم المعروف، أخرجت بسرعة، واحدة من أرقى الحضارات التي عرفها التاريخ حتى ذلك الوقت. لقد ازدهر العلم، وصار الطب والرياضيات أفضل ما في العالم، ومن الرياضيات جاءت كلمة التعمية (الشيفرة) في اللغات اللاتينية عامة. وازدهر الفن التطبيقي، وتطورت علوم الإدارة. ولأن ديانة هذه الحضارة حرَّمت الرسم والنحت فقد حضَّت بالمقابل على التعمق في تفسير القرآن، ممّا أدى إلى أن تَنْصب الطاقات الخلاَّقة الكثيرة على متابعة الدراسات اللغوية، مثل كتاباتهم الأدبية في «ألف ليلة وليلة» وفي الألغاز والأحاجي والرموز والتوريات والجناس، وأمثالها من الرياضيات الذهنية اللغوية. وصار النحو علماً أساسياً، وأدى كل ذلك إلى الكتابة السرية (علوم التعمية)».
أخذ علم التعمية يحتل مكانته في الحضارة العربية، ابتداء بالخليل بن أحمد الفراهيدي (100-170هـ)، فأرسيت قواعده، وحللت المبادئ والطرق المستعملة فيه، واستقرت مناهجه. واستمرت الدراسات المختلفة مواكبة لحركة الترجمة الكبرى إلى العربية و قيام الدواوين وتميز صنعة الكاتب والإدارة، وتوجت تلك الجهود بما أودعه يعقوب بن إسحاق الكندي (ت نحو 260هـ) في مؤلفه «رسالة في استخراج المُعَمَّى» من استقصاء لقواعد هذا العلم قبس منها جميع من جاء بعده، ثم دبّ في هذا المجال شيء من الخمود لضياع أسماء الأعلام والمصنفات، إلى أن ازدهر ثانية في القرنين السابع والثامن الهجريين متأثرا بدواع حضارية وعسكرية وسياسية عقب حملات الصليبيين وهجمات المغول، ويثبت ذلك كثرة المصنفات في التعمية واستخراج المُعَمَّى على أيدي كثيرين وفيهم ابن الدنينير (583-627هـ) وابن عدلان (583-666هـ) وابن الدريهم (712-762هـ) والقلقشندي (756-821هـ) وغيرهم، ثم خفتت ثانية لتظهر في الغرب بترجمات أو اقتباسات من تركة العرب مع زيادة وتطوير في نهايـة القرن الامـس عشر والقرن السادس عشـر على أيـدي: ليون باتيستا ألبرتي L.B.Alberti، ويوهانس تريتميوس J.Trithemius. وجيوفاني بيلاسو G.B.Belaso وبليز دي فيجنير B.Vigenere.