التواصل الداخلي ورود ذابلة
لا شك بأن هدف كل مؤسسة أن يكون لديها اتصال داخلي محترف يعزز من البيئة الصحية ويشخص حالة الموظفين بشكل عام زارعاً بين وجدانهم سعادة مؤسسية تجعلهم موالين بشكل كبير نحو المؤسسة وواجباتها وفخورين بأنهم يعملون لهذه المنشأة حاملين مرتبة سفير عند مغادرتهم لمقر أعمالهم، تجد الجميع يغبطهم ويتمنون أن يحظوا بمثل هذه البيئة التي جعلتهم سعداء إلى هذا الحد.
إن الهدف المنشود لدى أي مؤسسة أن تحقق أهدافها عن طريق وسائل متعددة؛ من أهمهما التواصل الداخلي والذي يتم داخل نطاق المنظمة الإدارية سواء كانت بين أقسامها أو بين العاملين فيها، وتكمن أهمية الاتصال الداخلي في زيادة فاعلية المؤسسة لبناء صورة ذهنية تجذب الكفاءات البشرية وتعزز ولاء موظفيها.
بيد أن الواقع في بعض الجهات يندى لها الجبين فتشعر بأن أقسام الاتصال الداخلي يحتاج إلى اتصال ينتشلهم من حالة الإحباط فلا سعادة على محياهم ولا على أعمالهم المناطة بهم وأعزو ذلك إلى عدم فهم المسؤولين لأهمية هذا القسم الحيوي وأثره على جميع العاملين.
ممارسو التواصل الداخلي تشبعوا من الأمثلة العالمية التي تعبر عن نتائج أعمال التواصل الداخلي فهم مؤمنون بذلك ويعلمون يقيناً مآل ممارساتهم ولكنهم ممتعضون من عدم تنفيذ أهداف وظائفهم، وترى على طاولاتهم شكاوى لم تحل وولاء بدأ ينفذ من الممارس ناهيك عن حال الموظف المستهدف!
بعض المسؤولين يرى أن التواصل الداخلي بذخ إداري وجد من أجل الهالة الإعلامية لا أكثر وهذا قصور واضح في الفهم،كذلك بعض الموظفين كلف في إدارة ذلك القسم بشكل لاتنطبق عليه أدنى مواصفات موظف العلاقات العامة معتقداً أن مهمته تكمن في توزيع باقات الورود والحلوى أمام المسؤول.
كذلك يصدم البعض عندما يرى جهة عمله في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حاشدةً هذا الزخم الكبير لفعاليات قسم التواصل الداخلي بشكل لم ينعكس أو يمس الموظف وإنما حملة إعلامية عابرة تذر الرماد في عيون المتابعين من الجهات الأخرى لا أكثر، ومن المآسي ما يحدث من بعض الجهات في تركيز تواصلها الداخلي على فروعها الرئيسية واهمالها التام لبقية فروعها في أنحاء المملكة، ومن شواهد ذلك عندما يحاول الموظف بالتواصل معهم فلا يجد أي رد أو تتم مراسلتهم عبر البريد الإلكتروني ليعود إليه بأنه ممتلئ ولا يمكن التسليم!
هناك حراك اتصالي ضخم للغاية يستوجب من المسؤول أن يحمي سمعة المنظمة بتمكين أدوات الاتصال الداخلي وتوفير كل السبل التي تتيح للعاملين أن ينفذوا مهامهم على أكمل وجه، ودعمهم أمام جميع الموظفين؛ لأن الصوت الحقيقي يمر من خلالهم ويعود كذلك، وبهم تستطيع قياس قراراتك والانتباه إلى مكامن الخلل، ولا أخفيك سرًا عزيزي المسؤول إن كنت تريد النجاح فالاتصال الداخلي مفتاحك الأول.
ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من