كيف يختار الصوماليون ممثليهم في البرلمان؟
ورغم وضع جدول زمني للانتهاء من الانتخابات أكثر من مرة، إلا أن الأمور لا تسير في اتجاه واحد، وبعد الإعلان عن قرب الانتهاء من اكتمال أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 54 والذين يتم تعيينهم من قبل حكام الولايات، هناك الكثير من التساؤلات حول المدى الزمني الذي سوف يستغرقه انتخاب 275 عضوا لمجلس الشعب وكيف تتم مراحل الاختيار؟
© REUTERS / Tiksa Negeri
يقول الخبير الصومالي في الشؤون الدولية حسن شيخ علي، إن الانتخابات في الصومال لا تسير بطريقة سلسة، حيث أن البرلمان الصومالي يتكون من غرفتين، غرفة مجلس الشعب ويبلغ عدد أعضائها 275 عضوا، والغرفة الأخرى هى مجلس الشيوخ، الذي يبلغ عدد أعضائه 54 عضوا، وعلى مدى شهرين لم ننته من مجلس الشيوخ، حيث تم انتخاب 48 عضو حتى الآن ويتبقى 6 مقاعد، ولم يتم البدء حتى الآن في الغرفة الثانية الأكثر عددا وتعقيدا.
انتخابات قبلية
ويضيف في حديثه لـ “سبوتنيك” أنه على مدى شهرين كاملين كنا مشغولين بغرفة مجلس الشيوخ المكون من 54 عضوا ويتم تعيين الأعضاء من قبل رؤساء الولايات، فكم نحتاج من الوقت للانتهاء من انتخابات أعضاء الغرفة الثانية “مجلس الشعب”، المكون من 275 عضو، لذا يتوقع الكثيرون أننا نحتاج إلى ستة أشهر أخرى للانتهاء من مجلس الشعب.
وأوضح خبير العلاقات الدولية أن الانتخابات في الصومال غير مباشرة وفق ما ينص عليه الدستور، ومقاعد مجلس الشعب العام “قبلية”، حيث يتم توزيع المرشحين على القبائل بحسب حجمها، ثم تقوم كل قبيلة بتوزيع المقاعد المخصصة لها على العشائر التي تضمها تلك القبيلة، حيث تختار كل عشيرة من بين أبنائها بزعامة شيخ القبيلة ما يمكن أن نسمية “مجلس شعب مصغر للقبيلة”، هذا المجلس المصغر الذي يعينه شيخ العشيرة ينتخب العضو البرلماني في ظل مراقبة ورعاية حكومة الولاية مع الحكومة المركزية.
تقسيم المقاعد
وتابع شيخ علي أن الترشيحات والاختيارات تتم عن طريق تخصيص عدد المقاعد لكل قبيلة، ثم تقوم القبيلة بتوزيع نسب المقاعد على العشائر، التي تمثل تجمعا أقل من القبيلة”، بدورها تقوم العشائر بتوزيع نصيبها على مستوى أقل يطلق عليه “فخذ”، حيث أن عدد قبائل مجلس الشعب البالغة 275 هى مخصصة لقبائل معينة ومعروفة “بها عشائر وفخوذ”، وهذا ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر جيبوتي للمصالحة في العام 2000.
ويشير خبير العلاقات الدولية إلى أن كل قبيلة لها عمق، ما جعل هناك مناطق للامتزاج والتداخل، ومقاعد مجلس الشعب تم تخصيصها لأربع قبائل صومالية كبرى وقبيلة صغيرة، بواقع 61 مقعد لكل قبيلة من القبائل الكبرى، و32 مقعد للقبيلة الصغرى، بما يساوي مجموع مقاعد مجلس الشعب البالغة “275”، وهنا يجلس زعماء ووجهاء القبيلة فيما بينهم ويتناقشون لتوزيع المقاعد فيما بينهم، وبذلك يكون لكل فئة من القبيلة ممثل في مجلس الشعب.
الوفاق السياسي
ونوه إلى أن الانتخابات في أصلها قبلية، لكن المشكلة أنه تم تسيس القبيلة نفسها، فبدلا من أن تكون القبيلة عشوائية أصبحت منظمة، لأنها عبارة عن أفخاد وبطون، لذلك إذا كان هناك وفاق سياسي يجعل تلك العملية سلسة، لكن يمكن أن تطول إذا كانت هناك خلافات.
شروط الترشح
من جانبه يقول المحلل السياسي الصومالي عبد الناصر معلم، وفقا للدستور الصومالي المتفق عليه، القبائل هى المعنية علنيا باختيار أعضاء مجلس الشعب، لكن المشكلة أو المخالفة التي تحدث وبصورة علنية، أن حكام الأقاليم هم من يستأثرون بانتخاب هؤلاء الأعضاء سواء كانوا من مجلس الشعب أو الشيوخ.
© REUTERS / Tiksa Negeri
ويضيف في حديثه لـ”سبوتنيك” أن قرارات القبائل مختطفة من قبل حكام الأقاليم، عن طريق وضع معايير وضوابط لمن يترشح لعضوية البرلمان بمجلسيه، ومن خلال الرسوم المادية التي يفرضونها يستطيعون ترشيح العضو الذي يريدونه، مع استبعاد الأشخاص الذين يتهمونهم بالمعارضة أو ما شابه ذلك.
وأوضح معلم، أن الخطوات التي تتم بها عملية انتخاب العضو البرلمان، تأتي من لجان الترشيح المكونة من زعماء العشائر، فأي مجموعة مرشحة يجب أن تحمل موافقة من رئيس أو زعيم القبيلة، وبالطبع زعيم القبيلة لا يقوم بترشيح سوى من يدفع أكثر، وهذا الزعيم القبلي يكون مقرب من حاكم الولاية، لذا لا يقومون بترشيح أي شخص من المعارضة، ومن يحوز لقب المرشح يكون قد مر بعمليات فحص ذهني للتأكد من أفكاره وماضيه وتاريخه.
القبول أو الرفض
وأشار المحلل السياسي إلى أنه بعد تلك الترشيحات القبلية تقوم لجنة الانتخابات التابعة للولاية بفحص تلك الأوراق الخاصة بالمرشحين وتعطي رأيها بالقبول أو الرفض وفقا لتوصية رؤساء العشائر أو رئيس الإقليم، وبعد موافقة اللجنة يحصل المرشح على العضوية لمجلس الشعب.
ويتطلع الصوماليون إلى الانتهاء من الانتخابات البرلمانية من أجل أن يختار البرلمان الرئيس في اقتراع غير مباشر، حيث أن تلك الانتخابات تعد مفصلية في تاريخ البلد الذي ظل سنوات يعاني من الصراعات والتمزق والحرب الأهلية.
ويشهد الصومال صراعا دمويا منذ سنوات بين حركة الشباب المرتبطة بتنظيم “القاعدة” (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول) وقوات الحكومة المركزية، وتهدف الحركة للسيطرة على الدولة الصومالية.
© Sputnik . Mohamed Hassan
13 معلومة عن تاريخ الصراع بين الصومال وأرض الصومال
يمكنكم متابعة المزيد عن أخبار العالم الآن عبر سبوتنيك
SputnikNews ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من SputnikNews