المتطاولون على النبي جاحدون وجاهلون
حريات زيفاء
وبين الشيخ السديس في خطبة الجمعة أمس، أن سائر الأنبياء الأخيار عليهم السلام، وخاتمتهم نبينا المصطفى المختار، الذي بلغ في الأولين والآخرين من العظمة منتهاها، ومن الأمانة ذراها، تطاول عليه -بأبي هو وأمي- عليه الصلاة والسلام- الجاحدون الألداء، والجاهلون الأعداء، وإلى عصرنا الراهن عصر الحريات الزيفاء، نالوا من رسالته ومعجزاته وأخلاقه، كما نال الوضعاء والمغرضون من الصحابة الكرام.
درر الأنام
ومضى الشيخ السديس يقول: إخوة الإيمان.. ودون مسامعكم ما كابده الأئمة الأجلاء، والعلماء النبلاء -رحمهم الله-، الذين لا يذكرون إلا بالجميل، ومنهم إمام أهل السنة المبجل أحمد بن حنبل لقي من الكيد والنيل أصنافا، ومن درر الأنام شيخ الإسلام ابن تيمية الهمام، وحيد عصره، وفريد دهره المجدد الزاهد، والعالم العابد، من نصر الله به الملة، وأحيا السنة.
عقيدة صافية وأوضح فضيلته أن من الذين نالتهم الألسن الحداد، دون عقل وإرواد، البحر الهامر، والغيث الغامر، مجددو القرن الثاني عشر وما بعده من أئمة الدعوة السلفية الإصلاحية الوسطية، وباعثو العقيدة الصافية السنية، فقد لقوا من قالة السوء والتشنيع، الأمر الفظيع، سطروا في تجهيلهم، وبطلان دليلهم، ما يصم القلوب والآذان، فصبروا واحتسبوا، وبلغهم المولى -تعالى- أعلى المقاصد والرتب، وعمت دعوتهم الدول والمجتمعات، والأمم والأقليات.
أشباه الرجال
وبين أنه في هذا الأوان، التاريخ يعيد سيرته وأخباره، ولهيبه وشراره، فما إن يكبو في الأمة يراع، وتعلو صيحة ملتاع، أو ينطق بالحق صوت مصداع، إلا طار النزقة والأغرار، وأشباه الرجال الأغمار، إلى الشبكة العنكبوتية، ووسائل التواصل الاجتماعية، نساء ورجالا، خفافا وثقالا، يبثونها الكذب والإرجاف، والسم الزعاف، ما بين غامز وطاعن، وشاتم ولاعن، وباهت وقاذف، ومحش وحادف، إلا من وفقه الله للحق وسدده، وهداه للحجى وأرشده، يلمزون العلماء الأجلاء، والأخيار الصلحاء، والمصلحين الكرماء، والجلة البرءاء، يجمون صوب إنجازاتهم، ويتغافلون عن جميع حسناتهم، يضخمون هفواتهم -إن كانت- ويتصاممون عن إبداعاتهم.
مجاراة الدنيء
وأكد الشيخ السديس أن الصادقين والصالحين يهون عليهم -بحمد الله- كل ما يلقونه في الله، من تزييف واجتراء، وتشويه وافتراء، يمضون بكل ثقة وشموخ، ولا يزيدهم ما نيل منهم إلا ثباتا واستمساكا، فيترفع أحدهم أن يكون لكل سفيه مجيبا، كعود زاده الإحراق طيبا، فهم يدركون أن مجاراة الدنيء نوع من جنس فعله فيكظمون الغيظ ويصبرون.
أنظمة حازمة
وأهاب بالأمة عموما وشباب الإسلام خصوصا، أن ينزهوا أسماعهم وأبصارهم عن تلك الأكاذيب والأضاليل، مؤكدا أن مما يزيد المؤمن توكلا على الله وإيقانا، وتفاؤلا بجميل لطفه وإيمانا، أن كان الحق في هذه الأمة المباركة سرمدا متواصلا، والذب عن أهله مشرقا ماثلا، فلن يعدم منافحا وقائلا، ومما يؤكد هنا أهمية سن الأنظمة الحازمة في ردع الخراصين الأفاكين من ذوي الجرائم المعلوماتية، والأخذ على أيديهم حتى تسلم المجتمعات والأوطان من غلواء شرورهم.
ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من