مراجعة فيلم Ron’s Gone Wrong

تمت مراجعة فيلم Ron’s Gone Wrong من مهرجان BFI London Film Festival حيث تم عرضه للمرة الأولى حول العالم. وسيصدر عبر دور السينما في 22 أكتوبر.

Ron’s Gone Wrong. يخبرك هذا العنوان (والذي يعني رون معطوب) إلى حد كبير كل ما تحتاج إلى معرفته حول فيلم الأطفال الساحر والمدمر في نفس الوقت هذا، والذي يضفي لمسة من المرح على موضوع التكنولوجيا المهيمنة ووسائل التواصل الاجتماعي. ولحسن الحظ، يقدم الفيلم الكثير من الضحكات الرائعة، وفي نفس الوقت يطرح سؤالاً مهماً: هل يمضي أطفال اليوم الكثير من الوقت على الانترنت؟

قد تكون المدرسة الإعدادية مكاناً عدوانياً، خاصة لو لم تنسجم مع الآخرين. ويعتبر بارني بودوفسكي (جاك ديلان غريزر) غريب الأطوار النموذجي بالمدرسة، إنه شاب مهووس بالجيولوجيا من عائلة فقيرة بلغارية مهاجرة، نشأ في بلدة صغيرة في أمريكا، ويعيش مع والده الأرمل الحزين (إد هيلمز) وجدته دونكا (أوليفيا كولمان). بالطبع ليس من الجديد تقديم قصة حول عائلات مختلة مع بعضها البعض في الأفلام العائلية، لكن في حقبة السنابتشات وإنستاجرام، يكشف لنا Ron’s Gone Wrong سبب صعوبة النشأة إذا لم تواكب العصر.

خاصة لو كان جميع الآخرين في المدرسة مواكبين.

يقدم الفيلم روبوتات B-Bots، والتي يجب أن يحصل عليها الجميع وهي تتبعك أينما ذهبت، وتلعب الألعاب وتساعدك في حل وظائفك، وتؤرخ كل لحظاتك على وسائل التواصل الاجتماعي. يقول الرئيس التنفيذي في شركة Bubble مارك (جاستس سميث) أن الأمر كله يتعلق بمساعدة الأطفال على التواصل مع بعضهم البعض، إنها طريقة جديدة لتكوين الصداقات. لكن ماذا يحدث عندما لا تستطيع شراء أحدها؟ يكتشف بارني المسكين الإجابة بنفسه عندما يتخلى عنه أصدقاؤه السابقون لصالح الروبوت الجديد الأكثر إثارة. إنها معضلة ابتلي بها الآباء لعقود. هل تستسلم وتنفق أجرة عدة أشهر على دمية سترمى في الخزانة في غضون أسابيع؟ لحسن الحظ يجد والد بارني طريقة للحصول على أحد تلك الروبوتات المرغوبة بثمن بخس.

لكن روبوت B-Bot المعطوب ليس مخرباً بالكامل.

إن الروبوت رون (زاك غاليفياناكيس) يعاني من عطب، عطب كبير. وهو مثل بارني نفسه، لا يشبه أحداً آخراً. إنه يختلف بشكل خاص عن جميع روبوتات B-Bots الأخرى التي تمت برمجتها للتواصل واستخدام الشبكات والتنقيب عن البيانات الشخصية. لكن بدلاً من ذلك فإن رون مصاب بالخلل، واتضح أن شراء روبوت مكسور سقط من مؤخرة الشاحنة لم يكن بالضبط أفضل فكرة. يعاني رون المسكين من مشاكل بالاتصال، ومن قاعدة بيانات غير مكتملة، وابتسامة حمقاء تذكرنا بالروبوت بايماكس من فيلم Big Hero 6.

إن Ron’s Gone Wrong فيلم عائلي غريب الأطوار ومضحك يتمكن من تقديم كل العناصر الناجحة.

على الرغم من أن رون قد يكون بحاجة إلى بعض الصقل، إلا أنه ما يحتاجه بارني بالضبط. صحيح أننا رأينا هذه القصة في الأفلام العائلية مرات عديدة من قبل، لكن إضافة وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الضغوطات العصرية تعطي Ron’s Gone Wrong لمسة متجددة. وبدلاً من ذلك، تتطرق هذه اللمسة العصرية إلى النشأة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة لم نرها من قبل. أصدقاء بارني القدامى مهووسون بروبوتات B-Bots لدرجة أنهم نسوا كيف يعيشون حقاً. حيث أصبحت الاستراحات بين الفصول تتمحور حول معارك الروبوتات، والبثوث المباشرة، ونشر الميمات لملايين المتابعين. لكن لدى رون طريقة أفضل.

يسلط فيلم Ron’s Gone Wrong في جوهره على تأثير التكنولوجيا الكبيرة على براءة الطفولة. وغالباً ما تحمل النكات القاسية والحوادث المرحة نفس الرسالة، وهي أن الأطفال لم يعودوا أطفالاً منذ زمن طويل. أضف إلى ذلك بعض المشاهد المضحكة للغاية والعلاقة المؤثرة بين فتى وروبوته، فستجد أن فيلم Ron’s Gone Wrong يتمتع بكل العناصر الصحيحة. وما يساعد هو أن رون نفسه لطيف ومحبب للغاية أيضاً.

يقدم زاك غاليفياناكيس أداءً رائعاً بدور رون، مع صوت روبوتي غريب يفسح المجال أمام الكثير من الحماقات المضحكة. ما يميز الفيلم حقاً هو التوقيت الكوميدي الصحيح تماماً، ومع التدفق المستمر للمزاح والعبارات المضحكة والقاسية، يقدم رون كوميديا رائعة للغاية. كما تقدم أوليفيا كولمان أداءً عبقرياً أيضاً بدور متقاعدة من أوروبا الشرقية. وهو دور ليس من النوع الذي نتوقع أن نراها فيه، لكن بعد الدور الذي لعبته في فيلم The Mitchells vs The Machines، يبدو أنها تلائم الأدوار المخصصة للأطفال حول الروبوتات المجنونة.

“هل نحن نحظى بوقت ممتع معي؟” يسأل رون في إحدى اللحظات.

هذا هو جوهر الفيلم بأكمله، هل تستمتع حقاً بدميتك الجديدة باهظة الثمن؟ أم هل ستستمتع أكثر بكثير عبر اختبار العالم والجري واللعب وحتى العبث بالأشياء قليلاً على طول الطريق؟ يقترح فيلم Ron’s Gone Wrong أن أفضل طريقة للتواصل هي عدم الاتصال بالإنترنت والتحدث إلى شخص غريب. إنها رسالة لطيفة، ولكن هناك الكثير من الأشياء الأعمق في الفيلم إلى جانب ذلك. توفر Bubble صانعة روبوتات B-Bot الفرصة للسخرية من سيليكون فالي مع رئيس تنفيذي رائع في مجال التكنولوجيا ويده اليمنى: مدير تنفيذي يشبه ستيف جوبز يريد كسب المليارات من بيانات الجميع.

يشبه فيلم Ron’s Gone Wrong إلى حد كبير روبوتات B-Bot الحمقاء في جوهره: متزعزع بعض الشيء مع الكثير من السحر. ما يبدأ كفيلم عائلي مصمم بدقة، سرعان ما يصبح أكثر تشويشاً، وهذا بالتأكيد شيء جيد. ويقدم نكاتاً غير متوقعة وبارعة للغاية، وأضف إلى ذلك القصة المؤثرة في جوهره. لن تسمعوا صوت نغمة مودم الاتصال بالانترنت بنفس الطريقة مرة أخرى.

– ترجمة ديما مهنا