«من الإعلام إلى الترند» تناقش تأثير منصات التواصل الاجتماعي على المحتوى
في أولى جلسات الدورة العشرين لمنتدى الإعلام العربي، تطرقت جلسة «الإعلام والترند» ضمن برنامج جلسات 20 دقيقة، إلى أثر التطور التكنولوجي الحاصل في عالم الاتصال على العمل الإعلامي، في ضوء الانتشار الكبير لمنصات التواصل الاجتماعي في المجتمعات العربية، والزيادة الكبيرة في نسب المتابعين على شبكات التواصل، لا سيما فيما يتعلق بظاهرة سباق «الترند» والسعي وراء تقديم محتوى يستقطب أعداداً ضخمة من المتابعين.
واستضافت الجلسة الإعلامية المصرية رضوى الشربيني، من قناة «سي بي سي» وحاورها الإعلامي وسام بريدي، حيث تناولت الجلسة العلاقة بين منصات التواصل الاجتماعي والعمل الإعلامي، وهل أثر السعي وراء الانتشار السريع وواسع النطاق بين المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي على أداء الإعلاميين.
وفي بداية الجلسة، وفي إجابة عن سؤال عما إذا كان أي محتوى يمكن أن يتحول إلى «ترند» بغض النظر عن قيمته الحقيقية، وهل يمكن وضع بعض الإعلاميين في خانة محاولة الاستفادة من هذه الظاهرة في تحقيق الانتشار، بركوب «موجة الترند» بغض النظر عن إيجابية أو سلبية الموضوع محل النقاش، أوضحت رضوى الشربيني أن «الترند» قد يكون سلبياً أو إيجابياً، فإذا كان الموضوع مستقطباً لجمهور كبير على شبكات التواصل الاجتماعي ويستفيد منه المتابعون، فهذا ترند إيجابي، أما إذا كان الترند يستهدف التشهير بأشخاص بعينهم أو الإساءة إليهم أو تناول موضوع أو آخر بشكل خاطئ، فهذا بالتأكيد ترند سلبي.
الترابط الأسري
وقالت المتحدثة إن هناك العديد من الموضوعات التي تحظى بمتابعة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي وتعتبر إيجابية للغاية، لا سيما ما يُصنّف بين الموضوعات الجيدة التي تخلق الترند وتلامس المجتمع بصورة مباشرة، ومنها على سبيل المثال الترابط الأسري وتعزيز مكانة المرأة في المجتمع، فضلاً عن أثر الترند في تسليط الضوء على العديد من الموضوعات التي تترك نتائج إيجابية على المجتمع.
وعن الفرق بين الإعلامي وصانع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، قالت رضوى الشربيني إن الإعلامي يجب عليه الالتزام بنسق أخلاقي ومهني واضح، إذ يتوجب عليه التزام قواعد وأسس العمل الإعلامي المتعارف عليها بين أصحاب المهنة، ولا بد أن يكون حريصاً على تطبيقها، وأن يسعى إلى تقديم محتوى إعلامي يراعي المتلقي ويحترمه بغض النظر عن مستواه التعليمي أو الثقافي أو الاجتماعي، وضمن الأطر الأخلاقية المرعية في المجال الإعلامي.
الأسس المهنية
وعن أوجه الشبه والتناقض بين الإعلامي وصانع المحتوى، قالت الشربيني إن الإعلامي ملتزم بالقواعد والأسس المهنية، في حين أن صانع المحتوى لا يلتزم بأطر مهنية محددة، مشيرة إلى أن الإعلامي من الممكن أن يكون صانع محتوى، في حين أن العكس غير صحيح، حيث لا يمكن لصانع المحتوى أن يكون إعلامياً نظراً لعدم إلمامه بقواعد المهنة وأسسها وضوابطها الاحترافية، لافتة إلى أن الإعلامي يجب أن يراعي الواجبات المرتبطة بعمله ورسالته في المقام الأول وهو ليس مطالباً بأن يكون صانع ترند.
وحول اللغة المستخدمة في مختلف القنوات الإعلامية وتلك المستخدمة على منصات التواصل، أكدت رضوى الشربيني أن الإعلامي لا بد أن يكون حريصاً على ألا ينجرف إلى استخدام تعبيرات أو ألفاظ غير لائقة، في حين من غير المقبول إطلاقاً أن يستخدم الإعلامي تعبيرات خارجة أو مسيئة.