استراتيجية تطوير الباحة والجوف وجازان.. ماذا نعرف عنها؟
جاء إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بإطلاق مكاتب استراتيجية لتطوير مناطق الباحة، والجوف، وجازان، ليؤكد ما وعد به ولي العهد سابقًا، أثناء مشاركته في الدورة الرابعة لمبادرة مستقبل الاستثمار، في جلسة حوار بعنوان «مستقبل الرياض» من تقديم استراتيجيات طموحة لجميع مناطق ومدن المملكة بما يعود بالنفع على جميع المواطنين، وخلق اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي لـوطن طموح.
وتم إطلاق مكاتب استراتيجية لتطوير المناطق الثلاث لتكون نواة لتأسيس هيئات تطوير مستقبلاً، بهدف تعظيم الاستفادة من المميزات النسبية والتنافسية لكل منطقة من المناطق الثلاث، إضافة إلى تطوير البيئة الاستثمارية لتكون مناطق جاذبة للاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص.
وتتمتع المكاتب الاستراتيجية بشخصية اعتبارية واستقلال مالي وإداري، وترتبط بلجنة إشرافية لتطوير المنطقة ويسمى أعضاؤها بأمر ملكي.
وتهدف إلى تطوير البيئة الطبيعية وتوطين الوظائف لأبناء المناطق ومراجعة الخطط والسياسات وتطوير الجوانب الصناعية ورفع مستوى الطرق والبنية التحتية تحفيز القطاع الخاص والتنمية العمرانية.
كما تهدف إلى تطوير المخطط الإقليمي وتحسين جودة الحياة وإطلاق إستراتيجيات تنموية وتعزيز التنمية السياحية وتحقيق التنمية المتوازنة في جميع مناطق المملكة.
وتبرز أهمية منطقة الباحة بكونها من أهم المناطق السياحة في المملكة، إذ إنها تضم عدداً كبيراً من الغابات، وتشتهر الباحة بغابة رغدان ومنتزه القمع ومنتزه الشكران إضافة إلى قرية ذي عين الأثرية، والعديد من القرى والحصون.
وتقع غابة رغدان على بعد 4كم ناحية الشمال الغربي لمدينة الباحة، وعلى حواف جرف يوفر مشاهد واسعة إلى أسفل الجرف، وأسفل الوادي؛ حيث تطل على طريق «العقبة» الذي يربط مدينة الباحة بمحافظة المخواة.
المسار منها نحو الشمال يؤدي لغابة الزرائب المجاورة وأماكن أخرى، كغابة عمضان في جبال دوس البعيدة؛ مرورا بوديان؛ وسدود؛ وقرى؛ وارتفاعات؛ وتضاريس مختلفة على طول الطريق تتخللها مناطق للراحة والتوقف لالتقاط الصور؛ وإطعام الحيوانات البرية؛ والشراء من باعة العسل المتجولين؛ مع إمكانية رؤية بقايا بعض الحصون الأثرية على امتداد المرتفعات كـ(حصن الكامل).
يمكن منها أيضا عبور مسار ثانية مؤدية لبعض الأبراج، والقلاع الحجرية الأخرى القديمة والمتماثِلة كـ(حصن سويد، حصن الحكمان، حصن الزوايح، وقلعة بخروش).
أما منطقة الجوف التي تتميز بأنها أقدم مناطق الاستيطان في شبه الجزيرة العربية؛ إذ إن وجودها تاريخياً يعود إلى فترة العصر الحجري القديم، كما أنها تعد من أخصب المناطق الزراعية في المملكة، ويقع فيها مركز بسيطا الذي يعد “سلة غذاء المملكة”، وتتميز باعتدال مناخها صيفاً ووفرة المياه الجوفية العذبة بها، كما تشتهر منطقة الجوف بزراعة أشجار الزيتون، وتنتج ما يقارب (67%) من الإنتاج المحلي لزيت الزيتون في المملكة.
وتوجد بالمنطقة الكثير من الأودية القصيرة والكبيرة ولكن أشهرها هو وادي السرحان وهو أهم أودية الجوف وطوله 180 كم وله أهمية في الزراعة في المنطقة، و توجد فيها عدة أودية أخرى مهمة مثل وادي فجر ويبلغ طول الوادي 135 كم ويصب في وادي السرحان، ووادي الأعيلي وهو أكبر أودية حرة الحرة ومن روافد وادي السرحان.
كما توجد أودية أخرى مثل: وادي الشويحطية، ووادي المرير، ووادي حصيدة، ووادي باعر، ووادي الصفا، ووادي حدرج، ووادي المعي، ووادي الباير.
فيما تزخر منطقة جازان بالكثير من الميزات الاقتصادية في القطاع اللوجستي، والزراعي، والتراثي، ويضم ميناء جازان الذي يعد ثالث موانئ المملكة على ساحل البحر الأحمر من حيث السعة، كما أنها تمتاز بتنوعها البيئي والمناخي، وهي البوابة الرئيسة لجزر فرسان، ومن الجانب التراثي تحتضن منطقة جازان آثاراً يرجع تاريخها إلى (8000) سنة قبل الميلاد.
وتشتهر المنطقة بزراعة الحبوب مثل الذرة والدخن بشكل أساسي، ولكنها تعمل أيضاً على زراعة التين والجوافة والاناناس والموز والبابايا والبطيخ والقرع والخضراوات الورقية.
وأهم المحاصيل الزراعية التي تشتهر به المنطقة أيضاً هو المانجو حيث تحتضن مزارع أراضي جازان ثلاثين صنفًا من المانجو إلى جانب نباتات الزينة الفل والكادي والنباتات العطرية المتنوعة.
وقد تم مؤخراً العمل على زراعة البن حيث أثبتت التجربة نجاحها في المزارع والمدرجات الزراعية الوقعة في جبال جازان، وقد تم عمل مهرجان للبن بمحافظة الدائر بني مالك تشجيعاً للمزارعين على عرض محاصيلهم.
يذكر أنه في 28 سبتمبر الماضي أطلق ولي العهد استراتيجية تطوير منطقة عسير تحت شعار قمم وشيم، التي تهدف إلى تحقيق نهضة تنموية شاملة وغير مسبوقة للمنطقة، بضخ 50 مليار ريال عبر استثمارات متنوعة؛ لتمويل المشروعات الحيوية، وتطوير مناطق الجذب السياحي على قمم عسير الشامخة؛ لتكون عسير وجهة عالمية طوال العام، معتمدة في ذلك على مكامن قوتها من ثقافة وطبيعة تجمع بين الأصالة والحداثة، وتسهم في دفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.
وأعلن، أن استراتيجية عسير تهدف إلى تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية عالمية طوال العام، تستقطب أكثر من 10 ملايين زائر من داخل المملكة وخارجها بحلول عام 2030، وذلك باستغلال المقومات السياحية الهائلة في المنطقة التي سَتُستثمَر من خلال مشروعات سياحية نوعية؛ لإبراز قممها الشامخة إلى جانب التنوّع الجغرافي والطبيعي فيها، وكشف الثراء الثقافي والتراثي لها.
اقرأ أيضًا
ولي العهد يعلن إطلاق مكاتب استراتيجية لتطوير مناطق الباحة والجوف وجازان
ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من