تليجرام تريند الخليج
أخبار العالم

سوريون يبحثون عن “كفيل” لدخول مدنهم وقراهم التي يحتلها الجيش الأمريكي

مضايقات وإيجارات بمئات الآلوف

يروي المواطن (إياد.ر) عن تفاصيل الرحلة إلى مناطق سيطرة الجيش الأمريكي والموالين له في تنظيم “قسد”، وهو أربعيني من أبناء مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي الممتد إلى الحدود العراقية، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه الكامل حفاظا على سلامته الشخصية: “نحن أبناء الشامية (أي الضفة اليمنى لنهر الفرات التي تسيطر عليها الدولة السورية)، نعاني الكثير عند توجهنا إلى مناطق الجزيرة عبر المعابر البرية أو النهرية، حيث تبدأ المضايقات من لحظة وصولنا إلى مناطق سيطرة الجيش الأمريكي ومسلحي (قسد) المتواجدين على الحاجز، بطلب أوراقنا الثبوتية، إضافة إلى وجود ورقة كفيل اي أن يكون هناك شخص من أبناء بلدات الجزيرة بانتظارك لكفالتك عبر إحضار ورقة ممن يسمونه (الكومين) ممهورة بختم من البلدية في تلك القرية”.

وأضاف إياد لوكالة “سبوتنيك”: “في حال كانت هذه الورقة غير موجودة، يتم منع الشخص من الدخول إلى تلك المناطق، وفي بعض الأحيان يمكن تجاوز الأمر بعد دفع مبلغ مالي كرشوة للمسلحين المتواجدين على الحاجز، للتغاضي عن هذا الشرط وإدخال الشخص بطريقة التهريب”.

وينطبق اشتراط حتمية تأمين الكفيل، على أبناء بقية المحافظات السورية كافة، ومع وجود المئات من العوائل التي دمرت منازلها في أرياف ريف دير الزور، يعاني الأهالي الوافدين إلى هذه المنطقة بشكل إضافي نظرا لارتفاع إيجارات المنازل التي تصل إلى 250 ألف ليرة سورية، وفي كثير من الأحيان يكون الكفيل هو صاحب المنزل المستأجر، كركيزة أخرى للاستغلال.

كفيل في بلدي

تعبر المعلمة الخمسينية (نازك، ف)، وهي من أبناء ريف دير الزور الغربي عن استغرابها من طلب (كفيل) لدخول القرى والبلدات السورية الواقعة تحت سيطرة المسلحين الموالين للاحتلال الامريكي.

وتشير المعلمة نازك إلى أحقية المواطن السوري في دخول الأراضي السورية، مشيرة إلى أن تنظيم “قسد” الذي يزعم في شعاراته تمسكه بإيديولوجية ديمقراطية والدفاع عن حقوق الشعب، يتعارض بشكل قهري مع طلب الكفيل الذي ينم عن ديكتاتورية واضحة تنسف كل الشعارات المزعومة.

وأضافت نازك في حديثها لـ “سبوتنيك”: “نحن نعاني عند زيارة أقاربنا في الجزيرة (مناطق شرق الفرات)، من هذا الطلب الغريب”، وتساءلت: “هل نحن في بلدين؟، وإلى متى تستمر هذه المعاناة التي تحتاج إلى حل جذري”.

 

© Sputnik . Farouq Modhi

سوريون يبحثون عن كفيل سوري لدخول مدنهم وقراهم التي يحتلها الجيش الأمريكي

من جهته يقول الحاج محمد الهنيدي، وهو من أبناء مدينة (الموحسن) بريف دير الزور الشرقي، لـ”سبوتنيك”: توجهت من دمشق الى دير الزور عن طريق الرقة، ولم أكن أعلم أن علي إيجاد كفيل لإكمال رحلتي الى بلدة (هجين) في ريف دير الزور الشرقي، وعند الوصول إلى معبر (الطبقة) البري، قام مسلحو “قسد” بإيقافي وعدم السماح لي بمتابعة الرحلة، مضيفا: كانت الساعة قرابة السادسة صباحا وطلبوا مني إحضار ورقة زائر عن طريق (كفيل) من المنطقة التي أنوي زيارتها، وبعد التواصل لإحضار الورقة بقيت بالانتظار في المعبر انا وعائلتي حتى اليوم الثالث بعد أن أرسل لي أحد أقاربي المقيمين في بلدة (هجين) ورقة الكفيل، لأتابع رحلتي التي استمرت لثلاثة أيام على الرغم من أنها لا تستغرق أكثر من 15 ساعة بالأحوال العادية، وهذا حال العشرات من السوريين عند معبر الطبقة”.

 

شروط الحصول على (التأشيرة)

حاولت “سبوتنيك” التواصل مع مسؤولين في تنظيم “قسد” أو المجالس المدنية، لمعرفة أسباب طلب الكفيل إلا أنه لم يكن هناك أي استجابة.

أحد (الكومينات)، وهو شخص تم تنصيبه كـ(رئيس حي أو شارع) في البلدات والقرى الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي والمسلحين الموالين له، تحدث لـ “سبوتنيك” بشكل شخصي مفضلا عدم نشر اسمه، متناولا الأوراق والمعلومات التي يحتاجها المواطن السوري لدخول مناطق التي تسيطر عليها تنظيم “قسد”، قائلا: “يقوم الكفيل الذي يكون أحد أبناء البلدة أو المنطقة والمعروف من قبلنا بتقديم طلب زيارة للشخص الزائر أو الوافد تكون فيها معلومات الزائر كاملة من بطاقته الشخصية وإذا كانت عائلة معلومات جميع أفراد العائلة ثم يتم توقيعها من قبل الكومين ومكتب شؤون الوافدين ورئيس المجلس في البلدة، وبعد ذلك ترسل للزائر ليتمكن من دخول مناطق الإدارة الذاتية”.

وأضاف (الكومين): “عند حدوث أي مشكلة، فإن الكفيل هو المسؤول، ولا يسمح بدخول أي شخص لا يحمل ورقة الكفالة إلى يسمى مناطق “الإدارة الذاتية”، قاصدا المناطق التي يسيطر الجيش الأمريكي والمسلحين الموالين له في تنظيم قسد”.

© Sputnik . Farouq Modhi

سوريون يبحثون عن كفيل سوري لدخول مدنهم وقراهم التي يحتلها الجيش الأمريكي

وعلمت “سبوتنيك” من مصادر مقربة من قيادات “قسد” أن السبب المعلن أمني، بزعم الحفاظ على أمن المنطقة وعدم السماح لأشخاص إرهابيين أو مرتبطين بتنظيمات إرهابية بالدخول إلى مناطق سيطرتها، في حين أن الدعم الأمريكي لهذه الخطوة شبه معلن ويتمحور محاولات حثيثة لتقسيم الجغرافية السورية، وفصل منطقة الجزيرة شرق البلاد، عن الوطن الأم.

ويتساءل الكثير ممن تم طلب ورقة كفيل منهم لدخول ريف دير الزور أو الرقة أو الحسكة: “لماذا نلوم دول الخليج والدول الأوروبية، ونحن غير قادرين على دخول مدننا وقرانا السورية إلا بوجود كفيل لنا ممن يرفعون شعارات (سوريا الحرية والديمقراطية)”.

SputnikNews ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من SputnikNews

تليجرام تريند الخليج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى